للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجن الذين عصوا ربهم، وقالوا نحن نسبح بحمدك ونقدس لك، يعنى ونطهر لك الأرض، فأوحى الله إليهم أني أعلم ما لا تعلمون. ثم إن الله- تبارك وتعالى- قال- يا جبريل- ائتني بطين فهبط جبريل- عليه السلام- إلى الأرض فأخذ ترابا من تحت الكعبة «وهو أديم «١»

» الأرض وصب عليه الماء فتركه زمانا حتى أنتن الطين فصار فوقها طين حر، وأسفلها حمأة.

حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْهُذَيْلُ عَنْ مُقَاتِلٍ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: مَا كَانَ مِنَ الْحُرِّ مِنْهَا فَهُمْ أَصْحَابُ الْيَمِينِ: وَمَا كَانَ مِنَ الْحَمْأَةِ فَهُمْ مِنْ أَصْحَابِ الشِّمَالِ،

وذلك أن امرأ القيس بن عابس الكتمي، ومالك بن الضيف اليهودي اختصما بين يدي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في أمر آدم- عليه السلام- وخلقه، فقال مالك بن الضيف: إنما نجد في التوراة أن الله خلق آدم حين خلق السموات والأرض، فأنزل الله- عز وجل- يكذب مالك بن الضيف اليهودي فقال: «هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ» يعني واحدا وعشرين ألف سنة، وهي ثلاثة أسباع، بعد خلق السموات والأرض «لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً» يذكر: ثم «خلق «٢»

» ذريته فقال: إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ يعني ماء مختلطا وهو ماء الرجل وماء المرأة فإذا اختلطا فذلك المشج، فماء الرجل غليظ أبيض فمنه العصب والعظم والقوة، ونطفة المرأة صفراء رقيقة «فمنها «٣»

» اللحم والدم والشعر والظفر فيختلطان فذلك الأمشاج، فيها تقديم،


(١) فى أ: «وهي أدام» ، وفى ف: «وهو أديم»
(٢) فى أ: «خلق» ، وفى ف: «ذكر»
(٣) فى أ: «فمنه» ، وفى ف: «فمنها»

<<  <  ج: ص:  >  >>