للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علمت العزى بذلك، فسكت النبي- صلى الله عليه وسلم- عن ذلك فلم يجبهم شيئا. فقال ابن مسعود الثقفي: مالك لا تجيبنا إن كنت تخاف عذاب ربك وذمه أجرتك فضحك النبي- صلى الله عليه وسلم- عند ذلك، وقبض ثوبه وقام عنهم، وقال: أصعب أقوال وأضعف أعمال، فأنزل الله- عز وجل- «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا»

فيها تقديم، وتأخير «وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً» يعنى الوليد بن المغيرة وأبا البختري بن هشام.

وقال في قول عمرو بن عمير بن مسعود الثقفي:

«قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً «١» » يعنى لا يؤمن من عذابه أحد، ولن أجد من دونه مهربا، «إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسالاتِهِ ... » إلى آخر الآية «٢» . وأما قوله: وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا- ٢٥- يعني إذا صليت صلاة الغداة وهو «بكرة» ، فكبر واشهد أن لا إله إلا هو، «وأصيلا» إذا أمسيت وصليت صلاة المغرب فكبره واشهد أن لا إله إلا هو، فهو براءة من الشرك، فذلك قوله: «وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ» بشهادة أن لا إله إلا هو، قال كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي الغداة، ثم يكبر «ثلاثا «٣» » ، وإذا صلى المغرب كبر «ثلاثا «٤» » وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ يعني صلاة العشاء والآخرة يقول: صل له قبل أن تنام وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا- ٢٦- يعنى وصل له


(١) سورة الجن: ٢٢.
(٢) سورة الجن: ٢٣، وتمامها: «إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً» . [.....]
(٣) فى أ: «ثلاثة» ، وفى ف: «ثلاثا» .
(٤) فى أ: «ثلاثة» ، وفى ف: «ثلاثا» .

<<  <  ج: ص:  >  >>