للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأنبياء عند ذلك كلنا نبيون وأميون فبين بين، فيقول النبي العربي الأمي الحرمي، فيقوم عند ذلك رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فيرفع صوته بالدعاء، فيقول: كم من ذنب قد عملتموه ونسيتموه وقد أحصاه الله، رب لا تفضح أمتي. قال: فلا يزال يدنو من الله- تعالى- حتى يقوم بين يديه، أقرب خلقه إليه، فيحمد الله ويثني عليه، ويذكر من الثناء على الله- تعالى- والحمد، حتى تعجب الملائكة منه والخلائق، فيقول الله- عز وجل-:

قد «رضيت «١» » عنك يا محمد، اذهب فناد أمتك، فينادي، وأول ما يدعو يدعو من أمته عبد الله بن عبد الأسود «أبا سلمة «٢» » ، فلا يزال يدنو فيقربه الله- عز وجل- منه فيحاسبه حسابا يسيرا، واليسير الذي لا يأخذه بالذنب الذي عمله ولا يغضب الله- عز وجل- عليه، فيجعل سيئاته داخل صحيفته وحسناته ظاهر صحيفته، فيوضع على رأسه التاج من ذهب عليه تسعون ألف ذؤابة، كل ذؤابة درة تساوي مال المشرق والمغرب ويلبس سبعين حلة من الاستبرق والسندس فالذي يلي جسده حريرة بيضاء، فذلك قوله: « ... وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ «٣» » ويسور «بثلاث «٤» » أسورة، سوار من فضة، وسوار من ذهب، وسوار من لؤلؤ، ويوضع إكليل مكلل بالدر والياقوت وقد تلألأ في وجهه، من نور ذلك، فيرجع إلى إخوانه من المؤمنين، فينظرون إليه وهو «جاء «٥» »


(١) فى ف: «ماضيت» ، وفى ح: «رضيت» .
(٢) فى أ، ف: «أبو سلمة» .
(٣) سورة الحج: ٢٣.
(٤) فى أ، ف: «بثلاثة» .
(٥) فى أ: «جائي» ، وفى ف: «جاء» .

<<  <  ج: ص:  >  >>