للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من عند الله فتقول الملائكة «والناس «١» » والجن والله لقد أكرم الله هذا، لقد أعطى الله لهذا، فينظرون إلى كتابه فإذا سيئاته باطن صحيفته، وإذا حسناته ظاهر كتابه، فتقول عند ذلك الملائكة ما كان أذنب هذا الآدمي ذنبا قط! والله، لقد اتقى الله هذا العبد، فحق أن يكرم مثل هذا العبد، وهم لا يشعرون أن سيئاته باطن كتابه، وذلك لمن أراد الله- تعالى- أن يكرمه ولا يفضحه، قال فيأتي إخوانه من المسلمين فلا يعرفونه، فيقول: أتعرفوني؟ فيقولون كلهم:

لا، والله. فيقول: إنما برحت الساعة، وقد نسيتموني فيقول: أنا أبو سلمة، أبشروا بمثله يا معشر الإخوان، لقد حاسبني ربي حسابا يسيرا، وأكرمني، فذلك قوله: «فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً» وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ يقول إلى قومه مَسْرُوراً- ٩-، فيعطى كتابه بيمينه « ... فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ، إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ «٢» » إلى آخر القصة، ثم ينادي مناد «بالأسود ابن عبد الأسد «٣» » «أخي «٤» » عبد الله المؤمن فيريد الشقي أن يدنو، فينتهرونه، ويشق صدره حتى يخرج قلبه من وراء ظهره من بين كتفيه، «ويعطى «٥» » كتابه، ويجعل كل حسنة عملها في دهره في باطن صحيفته، لأنه لم يؤمن بالإيمان، وتجعل سيئاته ظاهر صحيفته، ويحجب عن الله- عز وجل- فلا يراه، ولكن ينادي مناد من عند العرش يذكره مساوئه، فكلما ذكر مساوئه


(١) فى أ، ف: «الناس» ، أقول قال- تعالى-: «مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ» سورة الناس: ٦.
(٢) سورة الحاقة: ١٩- ٢٠.
(٣) فى أ: «بالأسود بن عبد الأسود» ، وفى ف: «بالأسود بن عبد الله بن الأسد» .
(٤) فى أ: «أخو» ، وفى ف: «أخى» .
(٥) فى أ: «فيعطيه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>