للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ» «١» حين قذف في قلوب الحبشة أن يحملوا إليهم الطعام في السفن وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ- ٤- يعني القتل والسبي، وذلك أن العرب في الجاهلية كان يقتل بعضهم بعضا، ويغير بعضهم على بعض: فكان الله- عز وجل- يدفع عن أهل الحرم، ولا يسلط عليهم عدوا، فذلك قوله:

«وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ» .

وأيضا «لِإِيلافِ قُرَيْشٍ» يقول لا ميرة لقريش، ولا اختلاف، وذلك أن قريشا «كانت «٢» » لا تأتيهم التجار، ولا يهتدون إليهم، فكانت قريش تمتار «لأهلها»

» الطعام من الشام في الشتاء، «ومن اليمن في الصيف «٤» » وذلك أنهم كانوا في الشتاء ينطلقون إلى الشام ليتماروا الطعام لأهلهم، فإذا جاء «الصيف «٥» » انطلقوا إلى اليمن فكانت لهم «رحلتان «٦» » في الشتاء والصيف فرحمهم الله- عز وجل- فقذف في قلوب الحبش أن يحملوا إليهم الطعام في السفن فكانوا يخرجون على مسيرة ليلة إلى جدة، فيشترون الطعام وكفاهم الله مؤنة الشتاء والصيف، فأنزل الله


(١) «الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ» : ساقطة من أ، ومتأخرة عن مكانها فى ف، فأعدتها إلى مكانها حسب ترتيب المصحف.
(٢) «كانت» : زيادة اقتضاها السباق، ليست فى النسخ.
(٣) فى أ، ف: «لأهلهم» .
(٤) «ومن اليمن فى الصيف» : زيادة اقتضاها السياق.
(٥) فى أ، ف، ل: «الشتاء» ، ونلاحظ أن القرطبي والجلالين وغيرهما من كتب التفسير ذكروا أن رحلة الشتاء كانت اليمن، ورحلة الصيف كانت الشام، ولكن مقاتل سار على العكس ولعله سهو من الناسخ، ثم ذكرها أن رحلة الشتاء كانت للشام ورحلة الشتاء كانت اليمن فلا بد أن كلمة «الشتاء» الثانية محرفة عن الصيف حسب ما ورد فى أول السورة.
(٦) فى ف. «رحلتين» ، وفى أ: «مرحلتين» .

<<  <  ج: ص:  >  >>