للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكالآية ١١ من سورة فصلت التي تفيد ان خلق السماء كان بعد خلق الأرض.

مع الآية ٣٠ من سورة النازعات التي تفيد العكس: اى ان خلق الأرض كان بعد خلق السماء.

ويذهب مقاتل الى ان الله خلق العرش قبل خلق السموات والأرض، وان الله خلق السموات قبل خلق الأرض.

ثم أول الآيات التي يفيد ظاهرها غير ذلك «٢» .

كما يجمع مقاتل بين بعض الآيات جمعا عقليا سليما، فقد ذكر القرآن ان الله خلق آدم من تراب، ومن طين، ومن حما مسنون، ومن طين لازب، ومن صلصال كالفخار، ومن عجل، ومن ماء مهين.

ويجمع مقاتل بينها بأنها دليل على تدرج الخلقة.

فقد بدا خلق آدم من أديم الأرض وهو التراب، ثم تحول التراب الى الطين..

وتحول الطين الى سلالة، ثم تغيرت رائحة الطين فتحول الى حما مسنون، ثم لصق فتحول الى طين لازب، ثم صار له صوت كصوت الفخار، ثم نفخ فيه الروح، فأراد ان ينهض قبل ان تتم الروح فيه، فذلك قوله خلق الإنسان من عجل.

ثم جعل ذريته من النطفة التي تنسل من الإنسان، ومن الماء المهين وهو الضعيف «٣» .

حقا ان مقاتلا فسر القرآن بالقرآن على أوسع معنى لذلك المبدإ، بما يشمل كليات القرآن، والتوفيق بين المتشابه، وتخريج ما يوهم التضاد، وترتيب آيات الحياة والموت وما أشبهها حسب تدرجها وتسلسلها. وفى ظني ان مقاتلا كان سابقا فى كثير من هذه المعاني.

ان اختلاط العقل بالنقل يظهر واضحا فى تفسير مقاتل، بل فى اغلب صفحاته.

فمن جهة النقل- يعتمد مقاتل فى تفسيره على جمع الآيات المتصلة بموضوع واحد، ويورد الأحاديث المتعلقة بالآية بعد ان يحذف أسانيدها، ولذلك اختلط الصحيح بالعليل فى تفسيره، وظهرت فيه إسرائيليات اهل الكتاب بصورة واضحة، خصوصا حول الأنبياء السابقين الذين عصم الله ظواهرهم وبواطنهم من التلبس بأمر منهى عنه.


(٢) انظر الباب الرابع، مقاتل وعلم الكلام: ٧٥- ٩٥ وانظر تفسير مقاتل: ٢/ ٢٢٨ ا، وانظر تحقيقي له: ٤/ ٥٧٨.
(٣) التنبيه والرد للملطى، تحقيق الكوثرى: ٧٠، تفسير مقاتل: ١/ ٩٦- ٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>