للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكاذيب وضعوها ونسبوها الى النبي صلى الله عليه وسلم، وأكثرها مقتبس من اليهود، فان التشبيه فيهم طباع حتى قالوا فى الله تعالى اشتكت عيناه فعادته الملائكة، وبكى على طوفان نوح حتى رمدت عيناه، وان العرش ليئط من تحته كاطيط الرحل الجديد)

وروى المشبهة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لقيني ربى فصافحني وكافحنى، ووضع يده بين كتفي حتى وجدت برد أنامله) «٤٥» .

ويقول فى موضع آخر (ولقد كان التشبيه صرفا خالصا فى اليهود لا فى كلهم، بل فى القرائين منهم، إذ وجدوا فى التوراة ألفاظا كثيرة تدل على ذلك) «٤٦» .

٨- وفى تفسير مقاتل للآية ٢٩ من سورة الرعد، وهي: الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ. يقول طُوبى لَهُمْ يعنى حسنى لهم وهي بلغة العرب. (وطوبى شجرة في الجنة لو أن رجلا ركب فرسا أو نجيبة وطاف على ساقها لم يبلغ المكان الذي ركب منه حتى يقتله الهرم، ولو أن طائرا طار من ساقها لم يبلغ فرعها حتى يقتله الهرم، وكل ورقة منها تظل امة من الأمم، وعلى كل ورقة منها ملك يذكر الله تعالى، ولو أن ورقة منها وضعت في الأرض لأضاءت الأرض نورا كما تضيء الشمس، تحمل هذه الشجرة لهم ما يشاءون من ألوان الحلي والحلل، والثمار غير الشراب) «٤٧» .

وإذا لاحظنا ان اسباب الضعف فى رواية التفسير بالمأثور ترجع الى اسباب ثلاثة هي كثرة الوضع فى التفسير، ودخول الاسرائيليات فيه، وحذف الأسانيد- قلنا ان وصف مقاتل للجنة لا يخرج عن ان يكون من الموضوعات، او مما نقله من الاسرائيليات، وزاد مقاتل انه حذف السند فوضع الشوك فى طريق تجريد التفسير من الموضوع والدخيل.

٩- وقد تحدثت سورة الأنبياء عن ابراهيم عليه السلام فى الآيات ٥١- ٧٣.

وذكرت ان ابراهيم حطم الأصنام، وجعلها قطعا، وترك الصنم الأكبر.

قال تعالى فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ الأنبياء/ ٥٨.

ويقول مقاتل: (.. يعني أكبر الأصنام، فلم يقطعه وهو من ذهب ولؤلؤ، وعيناه ياقوتتان حمراوان تتوقدان في الظلمة، لهما بريق كبريق النار، وهو في مقدم البيت، وضع الفاس فى يدي الصنم الأكبر «لعلهم اليه يرجعون» اى يرجعون من عيدهم الى الصنم الأكبر) «٤٨» .


(٤٥) الشهرستاني: الملل والنحل ص ٣٧، ٣٨.
(٤٦) الشهرستاني، الملل والنحل ص ٣١، وانظر احمد أمين ضحى الإسلام: ١/ ٣٣٦، ٣٣٧ ط ٧.
(٤٧) تفسير مقاتل مخطوطة احمد الثالث: ١/ ١٨٩ ب، وانظر تحقيقي له مجلد ٢/ ٣٧٧.
(٤٨) تفسير مقاتل مخطوطة احمد الثالث ٢/ ١٥ ا. وانظر تحقيقي له مجلد ٣/ ٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>