والاطواق..) «٥٢» الى آخر ما ذكره من هذه القصة. ولم يعقب عليها بكلمة واحدة.
ولعله اكتفى بان بدا القصة بكلمة روى للاشارة الى ضعفها.
ومن هذا نرى ان مقاتلا سن سنة سيئة للمفسرين حين وضع هذه الاسرائيليات فى تفسيره لكتاب الله.
١١- وفى أول سورة فاطر يقول سبحانه: يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ ويقول مقاتل: (وذلك أن في الجنة نهرا يقال له نهر الحياة، يدخله كل يوم جبريل عليه السلام، بعد ثلاث ساعات من النهار يغتسل فيه، وله جناحان ينشرهما في ذلك النهر، وجناحه سبعون ألف ريشة، فيسقط من كل ريشة قطرة من ماء، فيخلق الله جل وعز منها ملكا يسبح الله تعالى إلى يوم القيامة، فذلك قوله عز وجل يَزِيدُ فِي الخلق ما يشاء) اهـ.
وغنى عن البيان ان هذا الكلام من الاسرائيليات التي لا يقبلها العقل، ولم يرد بها اثر صحيح، فما أجدر تفسير كتاب الله ان ينقى منها.
١٢- اما الكلام عن أنبياء الله ورسله واتهامهم بالنقائص فقد نقله مقاتل عن التوراة وغيرها من الكتب السابقة بعد ان عبث بها اليهود والنصارى.
يقول الله تعالى: وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ ص/ ٢١، ويقول مقاتل فى تفسيرها: (وذلك أن داود قال: رب اتخذت إبراهيم خليلا، وكلمت موسى تكليما، فوددت أنك أعطيتني من الذكر مثل ما أعطيتهما. فقال له: انى ابتليتهما بما لم أبتلك به، فان شئت ابتليتك وأعطيتك مثل ما أعطيتهما من الذكر، قال:
نعم، قال اعمل عملك، فمكث داود عليه السلام ما شاء الله عز وجل يصوم نصف الدهر، ويقوم نصف الليل، إذ صلى في المحراب فجاء طير حسن ملون فوقع إليه، فتناوله فصار إلى الكوة، فقام ليأخذه، فوقع الطير في بستان، فأشرف داود فرأى امرأة تغتسل، فتعجب من حسنها، وأبصرت المرأة ظله فنفضت شعرها فغطت جسمها، فزاده ذلك بها عجبا، ودخلت المرأة منزلها وبعث داود غلاما فى اثرها.
فإذا هي بتسامع امراة أوريا بن حنان، وزوجها في الغزو في بعث البلقاء الذي بالشام، مع ثواب بن صوريا ابن أخت داود عليه السلام، فكتب داود إلى ابن أخته بعزيمة أن يقدم أوريا فيقاتل أهل البلقاء ولا يرجع حتى يفتحها أو يقتل فقدمه فقتل رحمة الله عليه، فلما انقضت عدة المرأة تزوجها داود، فولدت له سليمان بن داود، فبعث الله عز وجل إلى داود عليه السلام ملكين ليستنقذه بالتوبة، فاتوه يوم راس
(٥٢) تفسير ابى السعود: ٤/ ١٣١. وابو السعود هو محمد بن محمد بن مصطفى العمادي الحنفي المولود سنة ٨٩٢ هجرية، بقرية قريبة من القسطنطينية والمتوفى بمدينة القسطنطينية سنة ٩٨٢ هـ واسم تفسيره (ارشاد العقل السليم الى مزايا الكتاب الكريم) وشهرته تفسير ابى السعود.