للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ذ) وفى تفسير الآية ١٠٢ من سورة البقرة ورد ذكر هاروت وماروت. وأورد مقاتل فى تفسيره قصة نقلها عن بنى إسرائيل «٦٦» .

اما ابن كثير فانه بين فساد هذا المسلك من المفسرين فقال:

وقد روى فى قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين، كمجاهد والسدى والحسن البصري وقتادة وابى العالية والربيع بن انس ومقاتل بن حيان وغيرهم، وقصها خلق من المفسرين، من المتقدمين والمتأخرين، وحاصلها راجع فى تفصيلها الى اخبار بنى إسرائيل، إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الاسناد الى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا اطناب فنحن نؤمن بما ورد فى القرآن على ما اراده الله تعالى، والله اعلم بحقيقة الحال «٦٧» .

(هـ) وعند تفسير الآيات ٤١- ٤٤ من سورة النمل أورد مقاتل كثيرا من الاسرائيليات عن بلقيس ملكة سبا «٦٨» .

اما ابن كثير فقد ذكر طرفا من هذه الاسرائيليات ثم علق عليها بقوله:

(والأقرب فى مثل هذه السياقات انها متلقاة عن اهل الكتاب، ومما وجد فى صحفهم، كروايات كعب ووهب، سامحهما الله فيما نقلاه الى هذه الامة من اخبار بنى إسرائيل، من الاوابد والغرائب والعجائب، مما كان وما لم يكن، ومما حرف وبدل ونسخ. وقد أغنانا الله سبحانه عن ذلك بما هو أصح منه وانفع وأوضح وابلغ. ولله الحمد والمنة) «٦٩» .

(و) وتعقيب ابن كثير فى تفسيره من هذه الاسرائيليات بالنقد والتمحيص بعد روايتها. كما فى تفسيره للآية ٤٦ من سورة العنكبوت «٧٠» ، وللآية ١٩٠ من سورة الأعراف، وللآية ٧٩ من سورة البقرة. حيث أورد كلمة لابن عباس رواها البخاري فى صحيحه وهي قول ابن عباس: (يا معشر المسلمين كيف تسألون اهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي انزل الله على نبيه أحدث اخبار الله، تقرءونه محضا لم يشب!


(٦٦) تفسير مقاتل مخطوطة احمد الثالث ١/ ١٩ ا، وانظر تحقيقي له مجلد ١/ ١٢٧، قال مقاتل:
كان هاروت وماروت من الملائكة مكانهما فى السماء واحد وكان ابو صالح يروى عن الحسن انهما هبطا بالسحر ابتلاء من الله لخلقه ...
(٦٧) انظر تفسير ابن كثير للآية ١٠٢ من سورة البقرة الجزء الاول من ص ١٣٣- ١٤٨. [.....]
(٦٨) تفسير مقاتل مخطوطة احمد الثالث ٢/ ٥٩ وانظر تحقيقي له مجلد ٣/ ٣٠٤- ٣٠٨.
(٦٩) تفسير ابن كثير: ٣/ ٣٦٦.
(٧٠) فقد روى ابن كثير حديث: (إذا حدثكم اهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم) ثم قال (وليعلم ان اكثر ما يتحدثون به غالبه كذاب وبهتان، لأنه قد دخله تحريف وتغيير وتاويل. وما اقل الصدق فيه ثم ما اقل فائدته لو كان صحيحا)

<<  <  ج: ص:  >  >>