للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني الحلال من الرزق وغنيمة بدر لَعَلَّكُمْ يعني لكي تَشْكُرُونَ- ٢٦- ربكم فِي هَذِهِ النعم التي ذكرها فى هذه الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ يعني أبا لبابة وفيه نزلت هذه الآية «١» نظيرها فى المتحرم «٢» «فَخانَتاهُما» يعني فخالفتاهما في الدين ولم يكن في الفرج، واسمه «٣» مروان ابن عبد المنذر الأنصاري من بني عمرو بن عوف وذلك أن النبي- صلى الله عليه وسلم- حاصر يهود قريظة، إحدى وعشرين ليلة، فسألوا الصلح على مثل صلح أهل النضير على أن يسيروا إلى إخوتهم إلى أذرعات، وأريحا في أرض الشام، وأبى النبي- صلى الله عليه وسلم- أن ينزلوا إلا على الحكم فأبوا، وقالوا «٤» أرسل إلينا أبا لبابة وكان مناصحهم وهو حليف لهم فبعثه النبي- صلى الله عليه وسلم- إليهم فلما أتاهم قالوا: يا أبا لبابة أننزل على حكم محمد- صلى الله عليه وسلم- فأشار أبو لبابة بيده إلى حلقه: إنه الذبح فلا تنزلوا على الحكم. فأطاعوه، وكان أبو لبابة وولده معهم فغش المسلمين، وخان فنزلت في أبي لبابة «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ» وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ- ٢٧- أنها خيانة، ثم حذرهم فقال: وَاعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ


(١) وردت قصة هذه الآية فى أسباب النزول للواحدي، وفى لباب النقول فى أسباب النزول للسيوطي، وكلاهما متفق مع ما أورده مقاتل هنا.
(٢) يقصد سورة التحريم الآية ١٠ وتمامها «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ» .
(٣) أى اسم أبى لبابة.
(٤) فى أ: فقالوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>