للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جهادكم حتى «١» تجاهدوا وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا من دون رَسُولِهِ وَلَا من دون الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً يتولجها يعني البطانة من الولاية للمشركين وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ- ١٦- مَا كانَ لِلْمُشْرِكِينَ يعني مشركي مكة أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ «٢» اللَّهِ يعني المسجد الحرام شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ نزلت في العباس بن عبد المطلب، وفي بني أبي طلحة، منهم شيبة بن عثمان صاحب الكعبة، وذلك أن العباس وشيبة وغيرهم أسروا يوم بدر فأقبل عليهم نفر من المهاجرين فيهم علي بن أبي طالب والأنصار وغيرهم فسبوهم وعيروهم بالشرك وجعل علي بن أبى طالب يونج العباس بقتال النبي- صلى الله عليه وسلم- وبقطيعته «٣» الرحم وأغلظ له القول، فقال له العباس: ما لكم تذكرون مساوئنا وتكتمون محاسننا. قالوا: وهل لكم محاسن؟ قال: نعم لنحن أفضل منكم أجرا، إنا لنعمر المسجد الحرام ونحجب «٤» الكعبة ونسقي الحجيج ونفك العاني- يعني الأسير-، فافتخروا على المسلمين بذلك، فأنزل الله «مَا كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ» أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ [١٥٢ أ] يعني ما ذكروا من محاسنهم يعني بطلت أعمالهم في الدنيا والآخرة يقول ليس لهم ثواب في الدنيا ولا في الآخرة لأنها كانت في غير إيمان ولو آمنوا لأصابوا الثواب في الدنيا والآخرة كما قال نوح، وهود، لقومه:


(١) هكذا فى: أ، ل.
(٢) فى أ: مسجد الله.
(٣) فى أ: ويقطعه، وهي تحريف ل (وبقطعه) وفى ل: وبقطيعته.
(٤) أى: نكون حجابا لها، كالحاجب على باب مدير أو وزير.

<<  <  ج: ص:  >  >>