للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تلوون على شيء وذلك أن المسلمين كانوا يومئذ أحد عشر ألفا وخمس مائة والمشركون أربعة آلاف، وهوازن، وثقيف، ومالك بن عوف النضري على هوازن، وعلى ثقيف كنانة بن عبد ياليل بن عمرو بن عمير الثقفي، فلما التقوا قال رجل من المسلمين: لن نغلب اليوم من كثرتنا على عدونا ولم يستثن في قوله، فكره النبي- صلى الله عليه وسلم- قوله لأنه كان قال «١» ولم يستثن في قوله فاقتتلوا قتالا شديدا وانهزم المشركون وجلوا عن الذراري، ثم نادى المشركون تجاه النساء اذكروا الفضائح فتراجعوا وانكشف المسلمون فنادى العباس بن عبد المطلب، وكان رجلا صبيا ثباتا: يا أنصار الله وأنصار رسوله الذين آووا ونصروا، يا معشر المهاجرين الذين بايعوا تحت الشجرة هذا رسول الله (ص) فمن كان له فيه حاجة فليأته فتراجع المسلمون ونزلت الملائكة- عليهم البياض على خيول بلق- فوقفوا ولم يقاتلوا فانهزم المشركون، فذلك قوله: ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها يعنى الملائكة وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا بالقتل والهزيمة وَذلِكَ العذاب جَزاءُ الْكافِرِينَ- ٢٦- ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ يعني بعد القتل والهزيمة فيهديه لدينه وَاللَّهُ غَفُورٌ لما كان في الشرك رَحِيمٌ- ٢٧- بهم فى الإسلام يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ يعني مشركي العرب والنجس الذي ليس بطاهر، الأنجاس: الأخباث فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ يعنى أرض مكة بَعْدَ عامِهِمْ هذا يعني بعد عام كان أبو بكر على الموسم. قال ابن ثابت «٢» : قال أبي: في السنة التاسعة من هجرة


(١) فى أ: يتعالى، ل: قال.
(٢) هو عبد الله بن ثابت.

<<  <  ج: ص:  >  >>