للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ: الإسلام لأن غير دين الإسلام باطل مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يعني اليهود، والنصارى حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ يعني عن أنفسهم وَهُمْ صاغِرُونَ- ٢٩- يعني مذلون إن أعطوا عفوا لم يؤجروا وإن أخذوا منهم كرها لم يثابوا وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وذلك أن اليهود قتلوا الأنبياء بعد موسى، فرفع الله عنهم التوراة، ومحاها من قلوبهم، فخرج عزير يسيح في الأرض، فأتاه جبريل- عليه السلام- فقال له: أين تذهب؟ قال: لطلب العلم، فعلمه جبريل التوراة كلها فجاء عزير بالتوراة غضا «١» إلى بني إسرائيل فعلمهم، فقالوا: لم يعلم عزير هذا العلم إلا لأنه «٢» ابن الله. فذلك قوله: «وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ» .

ثم قال: وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ يعنون عيسى بن مريم ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يقول هم يقولون بألسنتهم من غير علم يعلمونه يُضاهِؤُنَ يعنى يشبهون قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا يعني قول اليهود مِنْ قَبْلُ قول النصارى لعيسى إنه ابن الله- كما قالت اليهود عزير ابن الله فضاهأت «٣» يعني أشبه قول النصارى في عيسى قول اليهود في عزير «٤» قاتَلَهُمُ اللَّهُ يعني لعنهم الله أَنَّى يُؤْفَكُونَ- ٣٠- يعني النصارى من أين يكذبون بتوحيد الله، ثم أخبر عن النصارى فقال: اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ يعني علماءهم وَرُهْبانَهُمْ يعني المجتهدين في دينهم: أصحاب الصوامع أَرْباباً يعنى


(١) هكذا: غضا على أنه حال من عزير- ولو كان من التوراة لقال غضة.
(٢) فى أ: أنه.
(٣) فى أ: فضاهت، ل: فضاهأت.
(٤) فى أ: فضاهت: شبهت قول النصارى فى عيسى كقول اليهود فى عزير.

<<  <  ج: ص:  >  >>