للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ

يعني غبنوا أنفسهم وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كانُوا يَفْتَرُونَ

- ٢١- لا جَرَمَ حقا أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ- ٢٢- ثم أخبر عن المؤمنين وما أعد لهم فقال: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ يعني وأخلصوا إلى ربهم أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ- ٢٣- لا يموتون ثم ضرب مثلا للمؤمنين والكافرين فقال: مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ المؤمن والكافر كَالْأَعْمى عن الإيمان لا يبصر وَالْأَصَمِّ عن الإيمان فلا يسمعه يعني الكافر ثم ذكر المؤمن فقال: وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ للإيمان «١» هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا يقول هل يستويان في الشبه فقالوا: لا. فقال:

أَفَلا تَذَكَّرُونَ- ٢٤- أنهما لا يستويان فتعتبروا ولما كذب كفار مكة محمدا بالرسالة أخبر الله محمدا- عليه السلام- أنه أرسله رسولا كما أرسل نوحا، وهودا، وصالحا، ولوطا، وشعيبا، فى هذه السورة فقال: وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فقال لهم: إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ من العذاب في الدنيا مُبِينٌ- ٢٥- يعني بين نظيرها فى- سورة نوح «٢» - ثم قال: أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ فى الدنيا عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ- ٢٦- يعني وجيع فَقالَ الْمَلَأُ الأشراف الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا [١٧٢ ا] يعني إلا آدميا مثلنا لا تفضلنا بشيء وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا يعني الرذالة من الناس السفلة بادِيَ الرَّأْيِ يعني بدا لنا أنهم سفلتنا وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ في ملك ولا مال ولا شيء فنتبعك يعنون نوحا بَلْ نَظُنُّكُمْ يعني نحسبك من ال كاذِبِينَ- ٢٧- حين


(١) فى أ: وَالسَّمِيعِ للإيمان وَالْبَصِيرِ.
(٢) يشير إلى الآية الثانية من سورة نوح وهي قالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>