للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«قال أبو محمد عبد الله بن ثابت «١» » وسمعت أبي يحدثني عن الْهُذَيْلِ عن مُقَاتِلٍ في قوله: «وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ» «قال لا يشعرون «٢» » أنك يوسف.

قال: وذلك أن يوسف لما استخرج الصاع من وعاء «٣» أخيه بنيامين قطع بالقوم وتحيروا فأحضرهم وأخذ بنيامين مكان سرقته ثم تقدم إلى أمينه. فقال له: أحضر الصاع إذا حضروا وانقره ثلاث نقرات واستمع طنين كل نقرة حتى تسكن ثم قل في النقرة الأولى كذا، وفي الثانية كذا، وفي الثالثة كذا، وأوهمهم «٤» أنك إنما تخبرني عن شيء تفهمه من طنين الصاع قال: فأمر بهم فجمعوا. ثم قال يوسف للذي استخرج الصاع: وهو أمينه أحضر الصاع الذي سرقوه وتقدم إليه ألا يكتمنا من أخبارهم شيئا فإنه غضبان عليهم ويوشك أن يصدق عنهم، قال: «فأحضره والقوم «٥» » وقال له الأمين: أيها الصاع، إن الملك يأمرك [١٧٩ أ] أن تبين له أمر هؤلاء القوم ولا تكتمه شيئا من أمرهم ثم نقره نقرة شديدة وأصغى إليه يسمعه كأنه يستمع منه شيئا فقال: أيها الملك، إن الصاع يقول لك: إنهم أخبروك أنهم لأم واحدة، وأنهم لأمهات شتى ولذلك وقع بينهم ما يقع بين الأولاد العتاة.


(١) ما بين القوسين « ... » : من ل. وفى أ: عبد الله.
(٢) «قال لا يشعرون» : ساقطة من أ، وهي فى: ل.
(٣) فى أ: رحل، ل: وعاء.
(٤) فى أ: ووهمهم، ل: وأهمهم.
(٥) من ل. وفى أ: فأحضره القوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>