للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيوسف حتى استلقت «١» للجماع وَهَمَّ بِها «٢» يوسف حين حل سراويله وجلس


(١) من ل، وفى أ: استقلت.
(٢) أورد ابن الطبري آثارا متعددة عن السلف خلاصتها أن زليخا همت بيوسف تريد منه الزنا وأن يوسف هم بها واستعد لتلبية طلبها حتى خلع سراويله، لولا أن رأى صورة أبيه أو رأى صورة زوجها أو رأى آيات من القرآن تنهى عن الزنا وبعد أن ساق الطبري نصوصا وآثارا وآراء، مع أسانيدها فى تفسير الآية فى ست صفحات من تفسيره عقب عليها بقوله:
«وأولى الأقوال فى ذلك بالصواب أن يقال: إن الله- جل ثناؤه- أخبر عن هم يوسف وامرأة العزيز كل واحد منهما بصاحبه لولا أن رأى يوسف برهان ربه وذلك آية من آيات الله زجرته عن ركوب ما هم به يوسف من الفاحشة وجائز أن تكون تلك الآية صورة يعقوب وجائز أن تكون صورة الملك وجائز أن يكون الوعيد فى الآيات التي ذكرها الله فى القرآن على الزنا، والصواب أن يقال ما قاله الله- تبارك وتعالى- والإيمان به وترك ما عدا ذلك إلى عالمه «١٠ هـ تفسير الطبري: ١٢/ ١١٣ طبعة بولاق الطبعة الأولى ١٣٢٨ هـ.
وعند تأمل الآيات نجد أن الله قد أخبرنا عن رغبة المرأة فى يوسف وأخبرنا عن عصمة يوسف ونفوره من الزنا.
قال تعالى: «وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ» .
وقد أخبر القرآن عن عفة يوسف ونزاهته، قال تعالى: «كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ» سورة يوسف: ٢٤. وأخبر عن زليخا أنها قالت «وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ» سورة يوسف: ٣٢. وقالت أيضا «الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ» سورة يوسف: ٦١.
ولكن بعض الروايات نسبت إلى يوسف أنه هم بالزنا وذلك لا يتفق مع عصمة الأنبياء. قال فى تفسير المنار (ونقل رواة الإسرائيليات عن زليخا وعن يوسف من الوقاحة ما يعلم بالضرورة أنه كذب فإن مثله لا يعلم إلا من الله- تعالى- أو بالرواية الصحيحة عنها أو عنه ولا يستطيع أن يدعى هذا أحد) تفسير المنار: ١٢/ ٢٧٦.
وقد فسر صاحب المنار الآيات بما يفيد أن زليخا عرضت نفسها على يوسف فلم يلتفت إليها فصرحت له يقصدها وقالت هيت لك فاستعاذ يوسف بالله وذكرها بحق زوجها ونفرها من الظلم فاستبدت بها الثورة وهمت به لتنتقم منه، وهم بها ليفر بها أو يدفعها عن نفسه لولا أن رأى برهان [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>