للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والآخر عن يساره، وكانت أمه راحيل قد ماتت وخالته تحت يعقوب «١» - عليه السلام- وهي التي رفعها على السرير وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً أبوه، وخالته، وإخوته قبل أن يرفعهما على السرير في التقديم «٢» . قال أبو صالح: هذه سجدة التحية لا سجدة العبادة، وَقالَ يوسف: يَا أَبَتِ هَذَا السجود تَأْوِيلُ يعني تحقيق رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا يعني صدقا وكان بين رؤيا يوسف وبين تصديقها أربعون «٣» سنة وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ كانوا أهل عمود ومواشى مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ «٤» يعني أزاغ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ حين أخرجه من السجن ومن البئر وجمع بينه وبين أهل بيته [١٨٦ ا] بعد التفريق فنزع من قلبه نزع الشيطان على إخوته بلطفه إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ- ١٠٠- مات يعقوب قبل يوسف بسنتين، ودفن يعقوب والعيص بن إسحاق في قبر واحد وخرجا من بطن واحد في ساعة واحدة، فلما جمع الله ليوسف شمله فأقر بعينه وهو مغموس في الملك والنعمة اشتاق إلى الله وإلى آياته فتمنى الموت.

حدثنا عبيد الله قال: حدثني أبي قال: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ قَالَ «٥» : قال مُقَاتِلُ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ «٦» : لَمْ يَتَمَنَّ الموت نبى قط غير يوسف-


(١) فى حاشية ل: لا حاجة إلى هذه الرواية لأن النصوص الظاهرة تدل على أن أمه حية مثل قوله: «آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ» ، «وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ» والرؤيا تدل عليه وحمله على التغليب إنما يمكن بدليل قوى يدل على أن أمه ماتت فلم يوجد، والله أعلم. ظهر لي.
(٢) أى: أن معنى الجملة مقدم على التي قبلها: فقد سجد له أبواه قبل أن يرفعهما على السرير.
(٣) فى ل: أربعين سنة، ا: أربعون سنة.
(٤) فى أ، ل: أزاغوا.
(٥) السند السابق: ساقط من ل. ويبدأ فى ل: قال مقاتل. [.....]
(٦) قال: ساقطة من أ، وهي من ل.

<<  <  ج: ص:  >  >>