للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من العذاب لعل ربنا يرحمنا، فجزعوا مقدار خمسمائة عام فلم يغن عنهم الجزع شيئا.

ثم قالوا: تعالوا نصبر لعل الله يرحمنا فصبروا مقدار خمسمائة عام فلم يغن عنهم الصبر شيئا. فقالوا عند ذلك: «سَواءٌ عَلَيْنا» أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا مَا لَنا مِنْ مَحِيصٍ- ٢١- من مهرب عنها وَقالَ الشَّيْطانُ يعني إبليس لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ يعني حين قضى العذاب وذلك أن إبليس لما دخل هو ومن معه على أثره «١» النار «٢» . قام خطيبا في النار فقَالَ: يا أهل النار: إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ على ألسنة الرسل وَعْدَ الْحَقِّ يعني وعد الصدق أن هذا اليوم كائن وَوَعَدْتُكُمْ أنه ليس بكائن فَأَخْلَفْتُكُمْ الوعد وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ يعني من ملك في الشرك فأكرهكم على متابعتي يعني على ديني إلا في الدعاء فذلك قوله- عز وجل-: إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ يعني إلا أن زينت لكم فَاسْتَجَبْتُمْ لِي بالطاعة وتركتم طاعة ربكم فَلا تَلُومُونِي باتباعكم إياي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ بترككم أمر ربكم مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ يقول ما أنا بمغيثكم وما أنتم بمغيثي إِنِّي كَفَرْتُ يقول تبرأت اليوم بِما أَشْرَكْتُمُونِ مع الله في الطاعة مِنْ قَبْلُ في الدنيا إِنَّ الظَّالِمِينَ يعني إن المشركين لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ- ٢٢- يعني وجيع وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا [١٩٣ ب] يعني صدقوا بتوحيد الله- عز وجل- وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وأدوا الفرائض جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يعني تجري العيون من تحت بساتينها خالِدِينَ فِيها لا يموتون بِإِذْنِ رَبِّهِمْ يعني بأمر ربهم أدخلوا الجنةَ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ- ٢٣- يقول تسلم الملائكة عليهم فى الجنة


(١) فى أ: على أثر، ل: على أثره.
(٢) النار: ساقطة من ل.

<<  <  ج: ص:  >  >>