للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً يعني حسنة يعني كلمة الإخلاص وهي التوحيد كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ يعني بالطيبة الحسنة كما أنه ليس في الكلام شيء أحسن ولا أطيب من الإخلاص قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له «١» فكذلك ليس في الثمار شيء أحلى ولا أطيب من الرطبة وهي النخلة أَصْلُها ثابِتٌ في الأرض وَفَرْعُها يعني رأسها فِي السَّماءِ- ٢٤- يقول هكذا الإخلاص ينبت «٢» في قلب المؤمن كما تنبت النخلة في الأرض إذا تكلم بها المؤمن فإنها تصعد إلى السماء كما أن النخلة رأسها في السماء، كما أن النخلة لها فضل على الشجرة في الطول، والطيب، والحلاوة، فكذلك كلمة الإخلاص لها فضل على سائر الكلام تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ يقول إن النخلة تؤتي ثمرها كل ستة أشهر بِإِذْنِ رَبِّها يعني بأمر ربها فهكذا المؤمن يتكلم «٣» بالتوحيد ويعمل الخير ليلا، ونهارا، غدوة، وعشيا بمنزلة النخلة وهذا مثل المؤمن ثم قال- سبحانه-: وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ يعني ويصف الله الأشياء للناس لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ- ٢٥- أي يتفكرون في أمثال الله- تعالى- فيوحدونه ثم ضرب مثلا آخر للكافرين فقال- سبحانه-: وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ يعني دعوة الشرك كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ في المرارة يعني الحنظل اجْتُثَّتْ يعني انتزعت مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ- ٢٦- يقول ما لها من أصل فهكذا كلمة الكافر ليس لها أصل كما أن الحنظل أخبث الطعام فكذلك كلمة الكفر أخبث


(١) ما بين القوسين « ... » : ساقط من: ل، وهي من: أ.
(٢) فى ل: ينبت، أ: يثبت.
(٣) المؤمن يتكلم: فى ل. وفى حاشية: أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>