للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدعوة وكما أن الحنظل ليس فيه ثمر وليس لها بركة ولا منفعة فكذلك الكافر لا خير فيه، ولا فرع له في السماء يصعد فيه عمله، ولا أصل له في الأرض، بمنزلة الحنظلة يذهب بها «١» الريح، وكذلك الكافر، فذلك قوله- سبحانه-:

«كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ «٢» » هاجت يمينا وشمالا مرة هاهنا ومرة هاهنا. ثم ذكر المؤمنين بالتوحيد في حياتهم وبعد موتهم فقال- سبحانه-: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ وهو التوحيد فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ثم قال: وَيثبتهم فِي الْآخِرَةِ يعني في قبره «٣» في أمر منكر ونكير بالتوحيد وذلك أن المؤمن يدخل عليه ملكان أحدهما منكر والآخر نكير فيجلسانه في القبر فيسألانه «٤» : من ربك؟ وما دينك؟ ومن رسولك؟ [١٩٤ أ] فيقول: ربي الله- عز وجل-، وديني الإسلام، ومحمد- صلى الله عليه وسلم- رسولي، فيقولان له: وقيت وهديت. ثم يقولان: اللهم إن عبدك أرضاك فأرضه، فذلك قوله- سبحانه-: «وَفِي الْآخِرَةِ» أي «٥» يثبت الله قول الذين آمنوا، ثم ذكر الكافر فى قبره حين يدخل عليه منكر ونكير يطئان «٦» في أشعارهما ويحفران الأرض بأنيابهما وينالان الأرض بأيديهما، أعينهما كالبرق الخاطف وأصواتهما كالرعد القاصف، ومعهما مرزبة من حديد لو اجتمع عليها أهل منى أن يقلوها ما أقلوها، فيقولان


(١) فى ل: بها، أ: به.
(٢) سورة إبراهيم: ١٨.
(٣) هكذا فى أ، ل.
(٤) فى أ: فيسلانه.
(٥) أى: ليست فى أ، ولا فى ل.
(٦) فى أ: يطيان، ل: يطيران. [.....]

<<  <  ج: ص:  >  >>