للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني مما يعظم في قلوبكم، قل لو كنتم أنتم الموت لأمتكم ثم بعثتكم في الآخرة فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا يعني من يبعثنا أحياء من بعد الموت قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ يعني خلقكم أول مرة في الدنيا ولم تكونوا شيئا فهو الذي يبعثكم في الآخرة فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ يعني يهزون إليك رُؤُسَهُمْ استهزاء وتكذيبا بالبعث وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ يعنون البعث قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ البعث قَرِيباً- ٥١- ثم أخبر عنهم، فقال- سبحانه-: يَوْمَ يَدْعُوكُمْ من قبوركم في الآخرة فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ يعني تجيبون الداعي بأمره وَتَظُنُّونَ يعني وتحسبون إِنْ يعني ما لَبِثْتُمْ في القبور إِلَّا قَلِيلًا- ٥٢- وذلك أن إسرافيل قائم على صخرة بيت المقدس يدعو أهل القبور في قرن: فيقول أيتها اللحوم المتفرقة، وأيتها العروق المتقطعة، وأيتها الشعور المتفرقة، اخرجوا إلى فصل القضاء لتنفخ فيكم أرواحكم وتجازون بأعمالكم فيخرجون ويديم المنادي الصوت، فيخرجون من قبورهم ويسمعون الصوت فيسعون إليه، فذلك قوله- سبحانه-: فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ «١» وَقُلْ لِعِبادِي يعني عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ليرد خيرا على من شتمه وذلك أن رجلا من كفار مكة شتمه فهم به عمر- رضي الله عنه- فأمره الله- عز وجل- بالصفح والمغفرة نظيرها في الجاثية: قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا ... إلى آخر الآية «٢» [٢١٦ ب] إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ يعنى يغرى بينهم


(١) سورة يس: ٥٣.
(٢) سورة الجاثية ١٤ وتمامها: قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>