للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فالساعة: هي صباح يوم عيد الأضحى بعد انتهاء الخطبة.

واليوم: هو اليوم العاشر.

والشهر: شهر ذي الحجة.

والبلد: هي واسط.

والمكان: أسفل المنبر.

والطريقة والأداة والذابح: ذبح بالسكين ذبحاً بيد خالد بن عبد الله القسري.

ولكن مع كل هذه المعلومات التفصيلية الدقيقة، يبقى أن العام الذي قتل فيه الجعد لم يعرف بالتحديد، ولم أقف على من حدد وقت قتله إلا الهروي في ذم الكلام حيث قال: (فأما الجعد بن درهم فضحى به خالد ابن عبد الله القسري على رؤوس الخلائق وماله يومئذ نكير ذلك سنة نيف وعشرين ومائة) (١)

ولكن هذه المعلومة غير صحيحة لأن عزل خالد بن عبد الله القسري عن إمارة العراق كان سنة عشرين ومائة. فكيف يكون قتل الجعد بعد العشرين ومائة؟ فخالد بن عبد الله القسري تولى إمارة العراق سنة ست ومائة وعزل في جمادى الأولى سنة عشرين ومائة (٢)

والذهبي ذكر قتل الجعد في حوادث سنة عشرين ومائة (٣) ولكن هذا لا يتفق مع عزل خالد الذي كان في شهر جمادى الأولى من هذه السنة والقتل وقع في شهر ذي الحجة، ولكن ربما يحمل قول الذهبي على جبر الكسر، وعلى هذا فإن قتل الجعد يكون قد وقع قبل سنة عشرين ومائة، فالقتل وقع في أوائل المائة الثانية فيما بين سنة ست ومائة وسنة تسع عشرة ومائة. وهي مدة إمارة خالد القسري على العراق.

ولكن يمكن أن نستشف من عبارة شيخ الإسلام التي قال فيها: (فضحى بالجعد خالد بن عبد الله القسري بواسط على عهد علماء التابعين وغيرهم من علماء المسلمين، وهم بقايا التابعين في وقته مثل الحسن البصري وغيره الذين حمدوه على ما فعل وشكروا ذلك) (٤) أن قتله كان قبل سنة (١١٠ هـ) فالحسن البصري مات سنة (١١٠ هـ) فإذا اعتمدنا قول شيخ الإسلام ابن تيمية فإن الحادثة تكون قد وقعت ما بين


(١) ذم الكلام ص ٣٠٥
(٢) الكامل ٥/ ٢٢٤ وسير أعلام النبلاء ٥/ ٤٢٦
(٣) تاريخ الإسلام "حوادث ووفيات (١٠١ - ١٢٠) (٧/ ٣٣٧ - ٣٣٨).
(٤) مجموع الفتاوى ١٢/ ٣٥٠

<<  <  ج: ص:  >  >>