للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهم ينتمون إلى الأديان الوثنية فقال المصنف: "وَأَخَذَهَا الْجَهْمُ أَيْضًا -فِيمَا ذَكَرَهُ الْإِمَامُ أَحْمَد وَغَيْرُهُ -لَمَّا نَاظَرَ "السمنية" بَعْضَ فَلَاسِفَةِ الْهِنْدِ-" فهذا المشرب الثالث إنما جاء من طريق الجهم لما ناظر السمنية، فقد ذكر كثير من أهل العلم أن الجهم بن صفوان تناظر مع (السمنية)، وكان لهذه المناظرة أثر بالغ في انحرافه، فمن أجلها ترك الصلاة أربعين يوما، وشكك في وجود الله، ثم بعد ذلك أنكر العلو، والرؤية، وادعى أن الله في كل مكان.

مناظرة الجهم بن صفوان للسمنية (١)

حفظت لنا كتب العقائد تفاصيل هذه المناظرة، وأثرها على الجهم، حيث نقلها كثير من علماء السلف. وفيما يلي بعض ما نقل عنهم حول هذه المناظرة.

قال ضمرة عن ابن شوذب: «ترك الجهم الصلاة أربعين يوما على وجه الشك، فخاصمه بعض السمنية، فشك فأقام أربعين يوما لا يصلي»، ثم قال ضمرة: وقد رآه ابن شوذب (٢). وقال مروان بن معاوية الفزاري: «جهم مكث أربعين يوما لا يعرف ربه» (٣)، وفي رواية عنه: «قبح الله جهما، حدثني ابن عم لي من أهل خراسان أن جهما شك في الله أربعين صباحا» (٤). وعن يزيد بن هارون قال: «لعن الله الجهم ومن قال بقوله، كان كافراً جاحداً ترك الصلاة أربعين يوما يزعم أنه يرتاد ديناً، وذلك أنه شك في الإسلام». ثم قال يزيد: «قتله سلم بن أحوز على هذا القول» (٥). وقال أبو حاتم الرازي: «افترقت الزنادقة على إحدى عشرة فرقة … منهم الجهمية، وهم صنف من المعطلة، وهم أصناف. وإنما سموا الجهمية لأن جهم بن صفوان كان أول من اشتق هذا الكلام من كلام السمنية، وهم صنف من العجم كانوا بناحية خراسان، وكانوا شككوه في دينه وفي ربه، حتى ترك الصلاة أربعين يوما لا يصلي،


(١) المصدر: كتاب مقالات الجهم بن صفوان وأثرها على الفرق الإسلامية ١/ ٨٦ - ٩٤.
(٢) خلق أفعال العباد للبخاري (ص ١١)، والسنة للخلال (٥/ ٨٣)، والرد على الجهمية لابن بطة (٢/ ٩٠)، ومسائل أحمد، لأبي داود (ص ٢٩٩) وشرح أصول الاعتقاد للالكائي (٥/ ٩٢١).
(٣) خلق أفعال العباد للبخاري (ص ٢٠).
(٤) كتاب السنة لعبد الله بن أحمد (ص ١٧٤ و ٢٧٦)، والسنة للخلال (٥/ ٨٧)، والرد على الجهمية لابن بطة (٢/ ٩٣).
(٥) كتاب السنة لعبد الله بن أحمد (ص ١٦٧)، والرد على الجهمية لابن بطة (٢/ ٩٤)، والكتاب اللطيف لابن شاهين (ص ٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>