للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شرجعًا (١) ما يناله بصر العين … يرى دونه الملائكة صورا (٢) " (٣)

ثالثاً: أقوال الصحابة والتابعين وتابعي التابعين.

وهكذا ما أوثر عن الصحابة والتابعين وتابعي التابعين رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.

فأوثر عن عبد الله بن رواحة أنه قال في أبيات شعرٍ له:

شهدت بأن وعد الله … حقٌ وأن النار مثوى الكافرينا

وأن العرش فوق الماء طافٍ … وفوق العرش رب العالمينا

فإذًا هذا واضح في إثبات صفة العلوِّ والاستواء لله .

وهكذا في شعر أمية بن أبي الصلت وقد سمعه النبي -ولم يرده، فمن شعره أنه قال:

مجِّدوا اللَهَ فَهوَ لِلمَجدِ أَهلٌ … رَبُّنا في السَماءِ أَمسى كَبيرا

بالبناء الأَعلى الَذي سَبَقَ الناسَ … وَسَوَّى فَوقَ السَماءِ سَريرا

فإذًا هذا مما يدل على أن هذا الأمر لو كان فيه ما يخالف العقيدة لما قَبِلَه النبي ، ولما قَبِلَ أن يسمعه، ولما قَبِلَ أن يقبله، ولما قَبِلَه العلماء، ولما علقوا عليه فيما أوردوه من كتبهم.


(١) قوله: "شرجعاً": أي طويلاً. العرش للذهبي ٢/ ٧٤
(٢) و"صوراً": جمع أصور، وهو المائل العنق. العرش للذهبي ٢/ ٧٤
(٣) أورده ابن قتيبة في الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة (ص ٢٤٠). وأبو يعلى في إبطال التأويلات (ق ١٥٤/ أ). وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص ١٠٠ - ١٠١، برقم ٦٩). والذهبي في العلو (ص ٤٢ - ٤٣)، قال: إسناده منقطع. وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص ٣١٠). وعزاه السيوطي في الجامع الصغير (١/ ٥٧ بشرح الفيض) إلى أبي بكر الأنباري في المصاحف، والخطيب في تاريخه وابن عساكر. وذكر المناوي في الفيض (١/ ٥٩) إسناد الأنباري وقال: "فيه أبو بكر الهذلي وهو متروك الحديث كما في التقريب لابن حجر، ثم ذكر إخراج الخطيب وابن عساكر وقال: "بإسناد ضعيف وعزا الحديث ابن حجر في الإصابة (٤/ ٣٧٦) إلى الفاكهي بإسناد فيه الكلبي، وهو متهم بالكذب، ورمي بالرفض".

<<  <  ج: ص:  >  >>