للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢ وقيل: إن السمنية (وقيل: الشمنية) بضم السين وفتح الميم كلمة معربة (١)، وكانت تلفظ بالشرَمَنَة أو الشمَنية، حسب اللغة البالية التي اشتُقت منها، لوصف هذه الجماعة.

٣ ونسب بعضهم تسميتها بالسمنية إلى بلدة سومنات الواقعة في بالهند، حيث كانت نشأتهم.

معناها:

قيل: تعني الباحث أو المتصوف.

وقيل: الكلمة مشتقة من (ش ر م) بمعنى اجتهد في التنسك. حقيقتها:

ذكرت عدة أقوال بشأن أصولها منها:

١ أنها فئة مستقلة عن البوذية والهندوسية، وأنها أسبق، وأنها حركات صوفية ظهرت في الألفية الأولى قبل الميلاد في الهند، وقامت على مبادئها البوذية والجاينية وبعض الفرق الصوفية الهندوسية، وأنها مبنية على عقائد مشتركة كالتناسخ والكارما ولكنها سلكت منهجاً حراً في التعبد والتنسك لا يلتزم بطقوس ولا نصوص (٢).

٢ القول بأن السمنية هي البوذية.

فقد ذكر أبو الريحان البيروني السمنية بلفظ الشُّمَنية في كتابه: "تحقيق ما للهند من مقولة"، قائلاً بأنهم "أصحاب البُدّ" أي البوذيون وبأن خراسان وفارس والعراق والموصل إلى حدود الشام كانت قديماً على دين هؤلاء حتى ظهور زرادشت الذي دعا إلى المجوسية، فلما انتشرت المجوسية على أيدي الملوك بعده في فارس والعراق انجلت السمنية إلى مشارق بلخ وبقي المجوس بأرض الهند (٣)

[موطنها]

كانت هذه الفرقة منتشرة في خراسان وفارس والعراق وبلاد ما وراء النهر قبل دخول (زردشت) لهذه البلاد، ثم انتشرت المجوسية في تلك البلاد، وبقي القليل منهم شرقي بلخ (٤).


(١) لسان العرب لابن منظور (١٣/ ٢٢٠).
(٢) James G.Lochtefeld، The Illustrated Encyclopedia of Hinduism (The Rosen Publishing Group، ٢٠٠٢) ، vol.II، p. ٦٣٩
(٣) أبو الريحان البيروني، تحقيق ما للهند من مقولة، بيروت: عالم الكتب، ٢٠١١ م، ص: [١٩]
(٤) تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة، للبيروني (ص ١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>