للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عاشراً: من سمات أهل السنة أنهم قليل في زمن الفتن

قال الفضيل بن عياض: (عليك بطريق الهدى، ولا يضرك قلة السالكين، وإياك وطرق الضلالة، ولا تغتر بكثرة الهالكين). (١)

وقال سفيان بن عيينة: (اسلكوا سبيل الحق ولا تستوحشوا من قلة أهله). (٢)

وقال الحسن البصري: «يا أهل السنة ترفقوا رحمكم الله، فإنكم من أقل الناس» (٣)

وعن عُمارة بن زاذان قال: قال لي أيوب: «يا عُمارة: إذا رأيت صاحب سنة وجماعة فاقبله على ما كان فيه». (٤)

الحادي عشر: ومن سمات أهل السنة أنهم يقولون: إن المسائل التي يقع الخلاف فيها ليست على درجة واحدة.

قرر أهل العلم أن المسائل التي يقع الخلاف فيها ليست على درجة واحدة.

القسم الأول: فثمة مسائل لا يسوغ الخلاف فيها لصراحة أدلتها واتفاق السلف عليها وتسمى المسائل الخلافية، وهذا النوع من المخالفة ينكر فيه القول، ويضلل فيه المخالف، وقد يبدع حسب ضوابط شرعية، وقواعد مرعية.

والقسم الآخر: هي المسائل التي يسوغ الخلاف فيها لتعارض أدلتها فيما يظهر للمجتهد أو لوقوع الخلاف فيها بين السلف الصالح وتسمى المسائل الاجتهادية.

والأصل في مسائل المعتقد أنها من قبيل المسائل الخلافية بخلاف المسائل الفقهية العملية، فالأصل أنها من المسائل الاجتهادية.

قال ابن تيمية: (قولهم: ومسائل الخلاف لا إنكار فيها ليس بصحيح، فإن الإنكار إما أن يتوجه إلى القول بالحكم أو العمل:

أما الأول: فإن كان القول يخالف سنة أو إجماعاً قديماً وجب إنكاره وفاقاً، وإن


(١) المجموع للنووي (٨/ ٢٠٣)، الأذكار له (ص ١٦٠)، الاعتصام (١/ ١٣٥)، وأخرجه مسنداً بنحوه ابن عساكر في تبيين كذب المفتري (ص ٣٣١)، وعزاه النووي في (التبيان ص ١١٥) للحاكم.
(٢) أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (١٧/ ٤٢٩).
(٣) أخرجه اللالكائي (رقم ١٩).
(٤) المعجم لابن الأعرابي (٤٣١)

<<  <  ج: ص:  >  >>