للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكذاب) فقد أراد المؤلف إفهام القارئ أن الذهبي يذم خالد بن عبد الله القسري، والأمر في حقيقته على العكس من ذلك، فلقد أنصف الذهبي خالداً القسري، ولم يقصد بتلك العبارة انتقاصه أو التقليل من حسناته، ومن يقرأ سير أعلام النبلاء، يدرك صواب ما أقول.

وقد شكر علماء المسلمين هذا العمل وأثنوا عليه، وعلى رأس أولئك الحسن البصري. (١)

وقال ابن القيم:

ولأجل ذا ضحى بجعد خالد الـ … ـقسري يوم ذبائح القربان

إذ قال ابراهيم ليس خليله … كلا ولا موسى الكليم الداني

شكر الضحية كل صاحب سنة … لله درك من أخي قربان (٢)

وقال أبو محمد اليمني (فاستحسن الناس منه ذلك، وقالوا نفى الغل عن الإسلام جزاه الله خيراً) (٣)

وقال الدارمي: (وأما الجعد فأخذه خالد بن عبد الله القسري، فذبحه ذبحاً بواسط يوم الأضحى، على رؤوس من شهد العيد معه من المسلمين، ولا يعيبه به عائب، ولا يطعن عليه طاعن بل استحسنوا ذلك من فعله، وصوبوه من رأيه) (٤)

الشبهة الثالثة

قال المؤلف: (ثالثا: لم يكن من همِّ أمثال القسري-آنذاك-هذه الغيرة التي لا تكون إلا ممن يعتقد العقيدة الحقة، وكان الخلفاء وولاتهم في زمن الأمويين أبعد الناس عن قتل المسلمين في مسائل مثل هذه، ولهذا قال بعض الباحثين المعاصرين إن قتل الجعد لم يكن إلا لسبب سياسي لا لآرائه في العقيدة.) انتهى كلامه (٥)

قلت: لي مع هذه الشبهة وقفات:

الوقفة الأولى: قول المؤلف: (لم يكن من همِّ أمثال القسري-آنذاك-هذه الغيرة التي لا تكون إلا لمن يعتقد العقيدة الحقة)

هذا الطعن في القسري يخالفه قول ابن كثير (والذي يظهر أن هذا لا يصح عنه


(١) مجموع الفتاوى ١٣/ ١٧٧، ١٢/ ٣٥٠.
(٢) شرح القصيدة النونية للهراس ١/ ٢٥.
(٣) عقائد الثلاث والسبعين فرقة ١/ ٢٨٧.
(٤) الرد على الجهمية للدارمي (٧ - ١١٠) ط: المكتب الإسلامي.
(٥) قصص لا تثبت ٣/ ٢٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>