للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢ - وزادوا عليهم القول بتكافؤ الأدلة وإبطال النظر والاستدلال (١).

٣ - وزعموا أنه لا معلوم إلا من جهة الحواس الخمس، وأنه لا موجود إلا ما وقعت عليه الحواس (٢). فهم يؤمنون بما تدركه الحواس الخمس فحسب، ولا يؤمنون بالغيبيات مهما كانت، والحواس بالنسبة إليهم تعطي الحقائق التي يمكن إدراكها ومعرفتها،

٤ - وأنكروا وقوع العلم من الأخبار المتواترة (٣).

٥ - كما أنكروا الأعراض (٤).

٦ - وأنكر أكثرهم المعاد والبعث بعد الموت،

٧ - ومنهم جماعة تؤمن بتناسخ الأرواح (٥)، وأخرى تنكر ذلك. فقال فريق منهم بتناسخ الأرواح في الصور المختلفة فأجازوا أن ينقل روح الإنسان إلى كلب، وروح الكلب إلى إنسان. ويقولون إن الأرض لا تزال تهوي سفلاً بمن عليها. (٦)

٨ - وكان فريق منهم يعبد الصنم (بوذا) (٧)، وكتابهم المقدس (جورامين) (٨). ولا تلتزم هذه الفرقة بطقوس تعبّد محددة، ولا يوجد لديها نصوص تستند إليها،

٩ - ولا يدفنون موتاهم، بل يطرحون جثثهم في الماء الجاري، لظنهم أن البوذا أمرهم بذلك (٩). ولقد شبههم بعض علماء السنة بالمجوس (١٠).


(١) ومعنى ذلك: أنه لا يمكن عندهم نصر مذهب على مذهب، ولا تغليب مقالة على مقالة، بل دلائل كل مقالة مكافئة لدلائل سائر المقالات. انظر: الفصل الابن حزم (٥/ ٢٥٣)
(٢) الحور العين للحميري (ص ١٣٩).
(٣) انظر: أصول الدين، للبغدادي (ص ٣١٩ - ٣٢٠).
(٤) الحور العين للحميري (ص ١٣٩).
(٥) الكارما، في اللغة السنسكريتية تعني العمل، والهندوس يرون أن جميع أعمال البشر خيراً كانت أو شراً لابد من أن يجازي عليها بالثواب أو بالعقاب، ويكون الجزاء في هذه الحياة. أما التناسخ فهو القول بأن الروح بعد مفارقتها الجسد ترجع إلى العالم الأرضي، حيث تتقمص جسدا آخر لتثاب في الأرض أو تعاقب حسب ما قدمت من عمل في دورتها السابقة.
(٦) انظر: كتاب التوحيد للماتريدي (ص ١٥٢).
(٧) تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة، للبيروني (ص ٩٣)
(٨) نفس المصدر (ص ١٢٢).
(٩) نفس المصدر (ص ٤٧٩).
(١٠) انظر ما نقله شيخ الإسلام عن الإمام محمد بن سلام البيكندي في التسعينية (١/ ٢٤٠). ولعل وجه الشبه بالمجوس أنهم ينكرون البعث والمعاد، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>