للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ومجاهد (١)، وغيرهم.

ولذلك فقد ذكر كثير من العلماء أن هذا القول في الكرسي قد حصل عليه إجماع السلف.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الكرسي ثابت بالكتاب والسنة وإجماع السلف" (٢).

وقال شارح العقيدة الطحاوية: "وإنما هو-الكرسي-كما قال غير واحد من السلف بين يدي العرش كالمرقاة إليه" (٣).

وقال محمد بن عبد الله بن زمنين: "ومن قول أهل السنة أن الكرسي بين يدي العرش وأنه موضع القدمين" (٤).

وقال القرطبي: "والذي تقتضيه الأحاديث أن الكرسي مخلوق بين يدي العرش، والعرش أعظم منه" (٥).

كما أن أهل اللغة لا يعرفون معنى الكرسي غير هذا المعنى، قال الزجاج: "والذي نعرفه من الكرسي في اللغة: الشيء الذي يعتمد ويجلس عليه، فهذا يدل على أن الكرسي عظيم دونه السموات والأرض" (٦).

وقال ثعلب: "الكرسي ما تعرفه العرب من كراسي الملوك" (٧).

ومن هذا كله يتبين لنا مدى صحة هذا القول وموافقته للكتاب والسنة وإجماع الأمة، ومطابقته لما جاء في لغة العرب، وأما الأقوال الأخرى فهي أقوال باطلة ومخالفة لما عليه جمهور أهل السنة من سلف الأمة وخلفها.

وأما ما استدل به أهل القول الأول من قول ابن عباس، فهو غير صحيح كما بيناه في تخريجه، والصحيح عن ابن عباس هو قوله: "الكرسي موضع القدمين .... "، وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها.


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب العرش برقم (٤٥). والدارمي في الرد على بشر المريسي (ص ٧٤). وعبد الله بن أحمد في السنة (ص ٧١). والبيهقي في الأسماء والصفات (ص ٥١١).
وأورده الذهبي في العلو (ص ٩٤).
وأورده ابن حجر في فتح الباري (١٣/ ٤١١) وقال: (أخرجه سعيد بن منصور في تفسيره بسند صحيح عنه.
(٢) الفتاوى (٦/ ٥٨٤).
(٣) شرح العقيدة الطحاوية (ص ٣١٣).
(٤) أصول السنة (ص ٩٦).
(٥) تفسير القرطبي (٣/ ٢٧٦).
(٦) تهذيب اللغة (١٠/ ٥٣).
(٧) تهذيب اللغة (١٠/ ٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>