للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي هذا رد على من يزعم أن بعض الخلق يتصفون بصفة من صفات الله ﷿ الذاتية أو الفعلية المختصة به كالخلق أو الرزق أو علم الغيب أو التصرف في الكون، حتى مع إثبات هذه الصفات لله ﷿.

وهذا الشرك يكثر لدى بعض الفرق المنحرفة:

• كغلاة الصوفية.

• والرافضة.

• والباطنية عموماً.

حيث يعتقد الرافضة-مثلاً-في أئمتهم أنهم يعلمون الغيب، وتخضع لهم ذرات الكون ونحو ذلك.

وكذلك يعتقد الباطنية والصوفية في أوليائهم نحو ذلك.

فعامة شرك الربوبية عند هؤلاء يقع في العلم والتصرف، أما في الخلق، والرزق فيقر به عامة الصوفية، وكذا المشركون الأوائل يعتقدون بأن الله ﷿ هو الخالق الرازق، لكنهم يدعون ويستغيثون بالأولياء من دون الله لزعمهم أنها تقربهم إلى الله زلفى، لذلك اقتصر مفهومهم للشرك باعتقاد أن الأولياء يخلقون أو يرزقون من دون الله، أو باعتقاد تصرفهم في الخلق استقلالاً.

ومن خلال نقل بعض أقوال الفرق يتضح انحرافها في هذا الأصل، ومن الأمثلة على ذلك: فالباطنية زعموا أن أئمتهم وأولياءهم يعلمون ما كان وما يكون، ومن النقولات في ذلك ما ذكره صاحب (تأويل الدعائم) من أنه (جاء عن أولياء الله من الأخبار عما كان ويكون من أمر العباد) (١)

وجاء في كتاب (المجالس المؤيدية) (أن الأئمة يعلمون من أمر المبدأ والمعاد ما حجبه الله عن كافة العباد) (٢).

وروى النعمان القاضي عن المعز لدين الله أنه قال: ( … أفمن أودعه الله علم ما يكون يجهل فضله … فكيف بمن علمه الله علم ما يكون مما لم يكن بعد) (٣).

وقال المعز: (إن عندنا علم ما يطلب، كقول جده علي: سلوني قبل أن


(١) تأويل الدعائم للقاضي النعمان ١/ ١٤٥
(٢) المجالس المؤيدية لهبة الله الشيرازي (٤٤١) نقلا عن «الإسماعيلية)، لإحسان إلهي ظهير ص ٣٧٦
(٣) المجالس والمسايرات للقاضي النعمان ص ٤٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>