للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إن قلنا: الاسم هو عين المسمى؛ فهذا صحيح باعتبار؛ لأن اسم الله جل وعلا دالٌّ على ذلك؛ فالرحيم هو الله جل وعلا، والقدير هو الله جل وعلا، فالاسم دال على المسمى.

وإن قلنا هنا: الاسم غير المسمى فأيضًا صحيح؛ لأن الاسم زائد على الذات.

فالأسماء والصفات زائدة على الذات؛ فالاسم مشتمل على صفة، وصفات الله جل وعلا قائمة بذاته، فهي ليست هي الذات باعتبار، ولا هي غير الذات باعتبار آخر، لهذا صار المقام يحتاج إلى تفصيل.

فَمِنْ أهل البدع من قال: الاسم هو عين المسمى. ومنهم من قال: الاسم ليس عين المسمى.

وأهل السنة لا يُطلقون لا هذا ولا هذا؛ لأن هذه من المسائل المحدثة؛ ولأنها محتملة.

وأما الأقوال الواردة في مسألة الاسم والمسمى فالذي وقفت عليه من الأقوال في هذه المسألة ثمانية أقوال:

أربعة منها لأهل السنة.

وأربعة منها لأهل البدعة.

وهذه الأقوال كما يلي:

القول الأول: الإمساك عن القول في المسألة نفيا وإثباتا؛ فأسماء الله لا يُقالُ فيها: هي هو، ولا هي غيره.

وهذا قول بعض أهل السنة (١).

القول الثاني: الاسم للمسمى.

وهذا قوله أكثر أهل السنة (٢).

القول الثالث: الاسم من المسمّى.

وهذا قولٌ منقولٌ عن أبي بكر بن أبي، داود السجستاني (٣).

القول الرابع: الاسم هو المسمى (أي الاسم يُراد به المسمَّى).

وهذا قول بعض أهل السنة (٤).


(١) «مجموع الفتاوى» (٦/ ١٨٧).
(٢) المصدر السابق (٦/ ١٨٧)، و «شفاء العليل» (ص ٢٧٧).
(٣) «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» للالكائي (٢/ ٢١٢).
(٤) «مجموع الفتاوى» (٦/ ١٨٧، ١٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>