للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهم مضطربون لأن ما جعلوه هو الذات عدم محض، إذ المطلق لا وجود له في الخارج مطلقاً بلا ريب، لم يبق إلا ما سموه مظاهر ومجالي، فيكون الخالق عين المخلوقات لا سواها، وهم معترفون بالحيرة والتناقض مع ما هم فيه من التعطيل والجحود. (١)

وفي هذا يقول ابن عربي:

فإن قلت بالتنزيه كنت مقيداً … وإن قلت بالتشبيه كنت محدداً

وإن قلت بالأمرين كنت مسدداً … وكنت إماماً في المعارف سيداً

فمن قال بالإشفاع كان مشركاً … ومن قال بالإفراد كان موحداً

فإياك والتشبيه إن كنت ثانياً … وإياك والتنزيه إن كنت مفرداً

فما أنت هو بل أنت هو وتراه … في عين الأمور مسرحا ومقيداً (٢)

لقد كان الحلاج من أعظم المصرحين بوحدة الوجود والفناء في ذات الله حتى أثر عنه ادعاء الربوبية، وضبطوا عليه كلمات قمة في الكفر كقوله «أنا الحق» و «سبحاني ما أعظم شأني» و «ما في الجبة الا الله».

وقوله:

مزجت روحك في روحي كما … تمزج الخمرة في الماء الزلال

فإذا مسك شيء مسني … فإذا أنت أنا في كل حال (٣)

وقوله (٤) الذي استحسنه الدوسري صاحب (الرحمة الهابطة):

أنا من أهوى ومن أهوى أنا … نحن روحان حللنا بدنا

فإذا أبصرتني أبصرته … وإذا أبصرته أبصرتنا


(١) -بغية المرتاد ص ٤٧٣.
(٢) -بغية المرتاد ص ٥٢٧.
(٣) البداية والنهاية لابن كثير: ١١/ ١٣٤، تاريخ بغداد ٨/ ١١٥.
(٤) «أخبار الحاج» (١٦) «الطواسين للحلاج» (١٣٤) «تاريخ بغداد» (8/ 129). «الرحمة الهابطة في ذكر اسم الذات وتحقيق الرابطة» (ص 112) بهامش المكتوبات.

<<  <  ج: ص:  >  >>