للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الزمر آية: ٦٧] ،

وما أشبه هذا، من القرآن والحديث، لا نزيد فيه، ولا نفسره، ونقف على ما وقف عليه القرآن والسنة ; ونقول: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه آية: ٥] ، ومن زعم غير هذا فهو مبطل جهمي.

وروى ابن أبي حاتم، قال: جاء بشر بن الوليد، إلى أبي يوسف، فقال: تنهاني عن الكلام، وبشر المريسي، وعلي الأحول، وفلان يتكلمون؟ فقال: وما يقولون؟ قال: يقولون: إن الله في كل مكان ; فبعث أبو يوسف، وقال: عليّ بهم، فانتهوا إليهم، وقد قام بشر، فجيء بعلي الأحول، والشيخ الآخر، فنظر: أبو يوسف إلى الشيخ، فقال: لو أن فيك موضع أدب لأوجعتك؟ وأمر به إلى الحبس، وضرب عليا الأحول، وطوف به، وقد استتاب أبو يوسف بشرا المريسي لما أنكر أن يكون الله فوق عرشه. وهي قصة مشهورة، ذكرها ابن أبي حاتم وغيره، وأصحاب أبي حنيفة المتقدمون على هذا.

وقال محمد بن الحسن: اتفق الفقهاء كلهم، من المشرق إلى المغرب، على الإيمان بالقرآن، والأحاديث التي جاءت بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب عز وجل، من غير تفسير، ولا وصف ولا تشبيه؛ فمن فسر شيئا من ذلك، فقد خرج مما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وفارق الجماعة كلهم ; فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا، ولكن آمنوا

<<  <  ج: ص:  >  >>