المريسي وأصحابه، فإن كلامهم الزندقة، وأنا كلمت أستاذهم فلم يثبت أن في السماء إلها، وقال حماد بن زيد: الجهمية إنما يحاولون أن يقولوا: ليس في السماء شيء؛ وكان من أشد الناس على الجهمية، وقال وهب بن جرير: إياكم ورأي جهم وأصحابه، فإنهم يحاولون أن ليس في السماء شيء ; وما هو إلا من وحي إبليس، وما هو إلا الكفر.
وقال عبد العزيز بن يحيى الكناني، صاحب الشافعي، له كتاب في الرد على الجهمية، قال فيه: باب قول الجهمي في قول الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[سورة طه آية: ٥] . زعمت الجهمية أن معنى استوى استولى ; قال: فيقال له: هل يكون خلق من خلق الله أتت عليه مدة ليس بمستول عليه؟ فإذا قال: لا، قيل له: فمن زعم ذلك فهو كافر ; ويقال له: يلزمك أن تقول: إن العرش أتت عليه مدة ليس الله بمستول عليه، وذلك لأنه أخبر سبحانه وتعالى أنه خلق العرش قبل السماوات والأرض، ثم استوى عليه بعد خلقهن، فيلزمك أن تقول: المدة التي كان العرش قبل خلق السماوات والأرض ليس الله بمستول عليه فيها، ثم ذكر كلاما طويلا في تقرير العلو، والاحتجاج عليه.
وقال عبد الله، بن الزبير الحميدي شيخ البخاري: وما نطق به القرآن والحديث، مثل قوله:{بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}[سورة المائدة آية: ٦٤] ، ومثل قوله:{وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}