الإمام أحمد، وغيره من السلف، بكفر من قال: إنه يصير مسلما بالمعرفة، وتفرع على هذه مسائل; منها: من دعي إلى الصلاة فأبى، مع الإقرار بوجوبها، هل يقتل كفرا؟ أو حدا؟ ومن قال: يقتل حدا، من رأى أن هذا أصل المسألة.
الرابعة: أن ابن كَرَّام، وأتباعه، يقولون: إن الإيمان قول باللسان، من غير عقيدة القلب، مع أنهم يوافقون أهل السنة، أنه مخلد في النار، فذكر أنه لا بد مع النطق بتصديق القلب.
الخامسة: المسألة المشهورة: هل الأعمال من الإيمان؟ ويزيد وينقص بها؟ أم ليست من الإيمان؟ والمخالف في ذلك: أبو حنيفة، ومن تبعه، الذين يسمون مرجئة الفقهاء، فرجح الناظم، مذهب السلف: أن الأعمال من الإيمان، وأنه يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية.
إذا ثبت هذا، فكل هذه المسائل واضحة، إلا المسألة الأولى، المسؤول عنها، وهي: معرفة الإله، ما هي؟ فينبغي التفطن لهذه، فإنها أصل الدين، وهي الفارقة بين المسلم، والكافر. وأصل هذا قوله تعالى:{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}[سورة الزّخرف آية: ٣٦] ، وذكر الرحمن، هو: القرآن، فلما طلبوا الهداية من غيره، أضلهم الله، وقيض لهم الشيطان، فصدهم عن أصل