للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وقد اتفقت كلمة المسلمين والكافرين، على أن الله في السماء، وعرفوه بذلك، إلا المريسي وأصحابه، حتى الصبيان، الذين لم يبلغوا الحنث; وساق حديث حصين: " كم تعبد؟ قال: ستة في الأرض، وواحدا في السماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من الذي تعده لرغبتك ورهبتك؟ قال: الذي في السماء "١ وقال أيضا في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للجارية: " أين الله؟ " فيه تكذيب لمن يقول: هو في كل مكان، وإن الله لا يوصف بـ (أين) بل يستحيل أن يقال: أين هو؟ والله فوق سماواته، بائن من خلقه; فمن لم يعرفه بذلك، لم يعرف إلهه الذي يعبده; هذا كله كلام عثمان بن سعيد في كتابه المذكور; وهو قال فيه أبو الفضل القراب: ما رأيت مثل عثمان بن سعيد، ولا رأى عثمان مثل نفسه; أخذ الأدب عن ابن الأعرابي، والفقه عن البويطي، والحديث عن يحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأثنى عليه أهل العلم.

وقال الإمام الحافظ أبو عيسى الترمذي في جامعه، لما روى حديث أبي هريرة، وهو حديث منكر، قاله الذهبي: " لو أدلى أحدكم بحبل، لهبط على الله "٢ قال معناه: لهبط على علم الله، قال: وعلم الله، وقدرته، وسلطانه، في كل مكان، وهو على العرش، كما وصف نفسه في كتابه، وقال في حديث أبي هريرة: " إن الله يقبل الصدقة، ويأخذها بيمينه "٣ قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما


١ الترمذي: الدعوات (٣٤٨٣) .
٢ الترمذي: تفسير القرآن (٣٢٩٨) .
٣ الترمذي: الزكاة (٦٦٢) , وأحمد (٢/٤٠٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>