للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يشبهه من الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى، إلى سماء الدنيا، قالوا: ثبتت الروايات في هذا، ونؤمن به، ولا نتوهم، ولا نقول كيف; هكذا روي عن مالك، وابن عيينة، وابن المبارك; قالوا في هذه الأحاديث: أمروها بلا كيف; وهكذا قول أهل العلم، من أهل السنة والجماعة.

وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات; وقالوا: هذا تشبيه، وفسروها على غير ما فسرها أهل العلم; وقالوا: إن الله لم يخلق آدم بيده، وإن معنى اليد ههنا النعمة; وقال إسحاق بن راهويه: إنما يكون التشبيه، إذا قال: يد كيدي، أو مثل يدي، أو سمع كسمعي، فهذا التشبيه; وأما إذا قال كما قال الله: يد، وسمع، وبصر، ولا يقول: كيف; ولا يقول: مثل سمع، وكسمع، فهذا لا يكون تشبيها; قال الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [سورة الشورى آية: ١١] هذا كله كلام الترمذي.

وقال الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، في كتاب صريح السنة: وحسب امرئ أن يعلم أن ربه هو الذي على العرش استوى، فمن تجاوز إلى غير ذلك فقد خاب وخسر. وقال في تفسيره الكبير في قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [سورة الأعراف آية: ٥٤] قال: علا وارتفع; وقال في قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [سورة البقرة آية: ٢٩] عن الربيع بن أنس، أنه يعني: ارتفع; وقال في قوله

<<  <  ج: ص:  >  >>