قال الشيخ: محمد بن عبد الوهاب، رحمه الله تعالى: الشرط الثامن: استقبال القبلة، والدليل قوله تعالى:{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ}[سورة البقرة آية: ١٤٤] .
وسئل بعضهم: عما ذكر في الهدى، لما ذكر نسخ القبلة، قال ابن سعد: أنبأنا هاشم بن القاسم، أنبانا أبو معشر، عن محمد بن كعب القرظي قال:"ما خالف نبي قط في قبلة قط، ولا إسلام، إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبل بيت المقدس حين قدم المدينة "، مع قوله:{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا}[سورة البقرة آية: ١٤٨] .
فأجاب: الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، لم يختلفوا في الدين، بل دينهم واحد كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إنا معاشر الأنبياء ديننا واحد، الأنبياء إخوة لعلات " ١، فأما القبلة فلم يكن يخالف بعضهم بعضاً فيها، بل كلهم يميلون إلى قبلة إبراهيم عليه السلام. فأما محمد صلى الله عليه وسلم فقد أمر حين قدم المدينة أن يصلي قبل صخرة بيت المقدس، تألفاً لقلوب اليهود، ليكون أقرب إلى تصديقهم إياه، فصلى ستة عشر أو سبعة عشر شهراً، والكعبة على حالها بالنسبة إلى أنها قبلة
١ البخاري: أحاديث الأنبياء (٣٤٤٢) , ومسلم: الفضائل (٢٣٦٥) , وأبو داود: السنة (٤٦٧٥) , وأحمد (٢/٤٠٦) .