التوحيد خرج من دينه، وحل دمه وماله، ومن صدقه في إنذاره وأطاعه وانتذر، خرج من دينه، وحل ماله ودمه، فهذا مع كونه أبلغ من الجنون، فهو من أعظم آيات الله، وعجائب قدرته، على تقليبه للقلوب، كيف يجتمع في قلب رجل يشهد أن التوحيد هو دين الله، ويعاديه، ويشهد أن الشرك هو الكفر ويواليه، ويذب عن أهله باللسان، والسنان، والمال. فإن عرف العبد أن هذا اجتمع في قلبه يوما واحدا فكيف عشر سنين؟ ! فهذا: من أعظم ما يعرفه بالله، وبنفسه؛ فإن عرف ربه، وعرف نفسه تم أمره.
المسألة الرابعة: معرفة أن محمدا صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن الله، أن أفضل الخلق من الملائكة والأنبياء، لو يجري منه الشرك من غير اعتقاد، أنه ممن حبط عمله، وحرمت عليه الجنة. فكيف بغير الأنبياء والملائكة؟ ! فهذه المسألة الرابعة، إن عرفتها في أربع سنين فنعما لك، لكن تعرف أن المتوضئ ينتقض وضوؤه بقطرة بول، مثل رأس الذباب من غير قصد، ولكن قل من يعرفها.
المسألة الخامسة: وهي أن محمدا صلى الله عليه وسلم أخبر خبرا محققا قطعا، أنه لا بد من الإيمان بالكتاب كله؛ فمن آمن ببعضه، وكفر ببعضه، فهو كافر، والله أعلم.