المسألة الأولى: يعرف الإنسان أن الله لما خلقنا ما تركنا هملا، بل أرسل إلينا الرسل، أولهم نوح، وآخرهم محمد عليهم السلام، وحقنا منهم خاتمهم، وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم ونحن آخر الأمم، وجاءنا بكتاب من عند الله.
المسألة الثانية: أن الذي في الكتاب يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر. وأكبر المعروف، وأوجبه، أول ما فرض الله، وهو: التوحيد. والتوحيد: اسم لفعلك؛ إن كانت أعمالك كلها لله فأنت موحد. فإن كان فيها شرك للمخلوق، فأنت مشرك.
المسألة الثالثة: أنك تعرف أن عقب هذا الموت بعث، وجنة ونار؛ فالذي اتبع ما عليه الرسول في هذا الدين له الجنة، والذي ما أطاعه أو ما رفع رأسا لما جاء به فهو في النار. وهذه المسائل هي التي يسأل عنها الإنسان في قبره، فإن كان ما عرفها ضربته الملائكة بمرزبة من حديد، لو يجتمع عليها أهل منى ما أقلوها. فالواجب على الإنسان أن يخاف النار، ويرجو الجنة. والله المستعان.
(معرفة الرسالة التي أرسل الله بها)
وقال رحمه الله تعالى: اعلم رحمك الله أن أهم ما عليك معرفة الرسالة، التي أرسل الله إليك، فإنها أصل العلم وقاعدته، فتأمل قوله تعالى: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ