للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل: (ذكر ما يطلق عليه اسم الآل)

وأما قولكم: ومن يطلق عليه اسم الآل؟ فنقول: قد تنازع العلماء في آل محمد مَنْ هم؟ فقيل: هم أمته، وهذا قول طائفة من أصحاب مالك، وأحمد وغيرهم. وقيل: المتقون من أمته ; ورووا حديثا: " آل محمد كل تقي " رواه الخلال، وتمامه في فوائده، وهو حديث لا أصل له. والصحيح أن آل محمد هم أهل بيته، وهذا هو المنقول عن الشافعي وأحمد، لكن هل أزواجه من آله؟ على قولين هما روايتان عن أحمد، والصحيح أن أزواجه من آله، فإنه قد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه علمهم الصلاة عليه: " اللهم صل على محمد، وأزواجه، وذريته " ١؛ ولأن امرأة إبراهيم من آله وأهل بيته، وامرأة لوط من آله وأهل بيته، والآية المذكورة، تدل على أنهن من أهل بيته.

وأما الأتقياء من أمته فهم أولياؤه، كما ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن آل بني فلان ليسوا لي بأولياء، إن وليي الله، وصالح المؤمنين " ٢. فأولياؤه المتقون، بينه وبينهم قرابة الدين، والإيمان، والتقوى؛ والقرب بين القلوب والأرواح أعظم من القرب بين الأبدان.

وأما أقاربه ففيهم المؤمن والكافر، والبر والفاجر؛ ومن كان فاضلا منهم، كعلي وجعفر، والحسن والحسين، وابن عباس، فتفضيلهم لما فيهم من الإيمان والتقوى؛ وهم أولياؤه


١ البخاري: أحاديث الأنبياء (٣٣٦٩) , ومسلم: الصلاة (٤٠٧) , والنسائي: السهو (١٢٩٤) , وأبو داود: الصلاة (٩٧٩) , وابن ماجه: إقامة الصلاة والسنة فيها (٩٠٥) , وأحمد (٥/٤٢٤) , ومالك: النداء للصلاة (٣٩٧) .
٢ البخاري: الأدب (٥٩٩٠) , ومسلم: الإيمان (٢١٥) , وأحمد (٤/٢٠٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>