الطائفتين إلى الحق " ١. فخرج الخوارج، أهل النهروان، الحرورية، في وقت حرب علي ومعاوية، فقتلهم أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وأصحابه، بحروراء، قرب الكوفة، بعدما أغاروا على الناس، وسفكوا الدم الحرام، واستباحوا دماء المسلمين وأموالهم. فأرسل إليهم علي رضي الله عنه ابن عباس، ووعظهم، وذكرهم، وكشف شبهتهم، فرجع كثير منهم، وخرج بقيتهم على علي رضي الله عنه حتى قتلهم عن آخرهم.
وأمر بالمخدج أن يلتمس، فالتمس، فوجدوه على النعت الذي نعته رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى يديه مثل ثدي المرأة، فسجد علي رضي الله عنه شكرا لله. فبذلك ثبت أن عليا أقرب إلى الحق من معاوية. وما أحسن ما قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لما سئل عن الحروب التي وقعت بين الصحابة، فقال: تلك دماء طهر الله يدي منها، أفلا أطهر لساني من الكلام، أو نحو ذلك.