للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل: (هل سبق كتاب من الله في المعاصي أنها ستقع)

وأما قولكم: هل سبق كتاب من الله في المعاصي أنها ستقع؟

فنقول: قد سبق بذلك الكتاب، وجرى به القلم، وعلم سبحانه ما خلقه عاملوه قبل أن يعملوه، وتواترت بذلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين والسنن والمسانيد وغيرها ; ودل عليه كتاب الله، قال الله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [سورة القمر آية: ٤٩] ، و {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً} [سورة الفرقان آية: ٢] . وهذا يعم الذوات والهيئات والجواهر والأعراض.

وثبت في الصحيحين من حديث عمران بن حصين: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، فخلق السماوات والأرض، وأثبت في الذكر كل شيء " ١. وثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " جف القلم بما أنت لاق " ٢. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة " ٣.

وهذا الأصل هو أحد الأصول الستة التي في حديث جبريل لما سأل محمدا صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال: " أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره


١ البخاري: التوحيد (٧٤١٨) , وأحمد (٤/٤٣١) .
٢ البخاري: النكاح (٥٠٧٦) , ومسلم: النكاح (١٤٠٤) , وأحمد (١/٤٢٠) .
٣ مسلم: القدر (٢٦٥٣) , والترمذي: القدر (٢١٥٦) , وأحمد (٢/١٦٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>