للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحماسة فيه، كطبل الحرب، دون آلات الملاهي، فإنها محرمة ; والفرق ظاهر ; ولا بأس بدف العرس، وقد قال صلى الله عليه وسلم: " بعثت بالحنيفية السمحة " ١ وقال: " لتعلم يهود أن في ديننا فسحة " ٢.

هذا وعندنا أن الإمام ابن القيم وشيخه إماما حق من أهل السنة، وكتبهم عندنا من أعز الكتب، إلا أنا غير مقلدين لهم في كل مسألة، فإن كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم؛ ومعلوم مخالفتنا لهما في عدة مسائل، منها: طلاق الثلاث بلفظ واحد في مجلس، فإنا نقول به تبعا للأئمة الأربعة، ونرى الوقف صحيحا، والنذر جائزا، ويجب الوفاء به في غير المعصية.

ومن البدع المنهي عنها قراءة الفواتح للمشايخ بعد الصلوات الخمس، والإطراء في مدحهم، والتوسل بهم على الوجه المعتاد في كثير من البلاد، وبعد مجامع العبادات، معتقدين أن ذلك من أكمل القرب، وهو ربما جر إلى الشرك من حيث لا يشعر الإنسان، فإن الإنسان يحصل منه الشرك من دون شعور به، لخفائه، ولولا ذلك لما استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم منه بقوله: " اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم، إنك أنت علام الغيوب ". وينبغي المحافظة على هذه الكلمات، والتحرز عن الشرك ما أمكن،

فإن عمر بن الخطاب قال: " إنما تنقض عرى


١ أحمد (٥/٢٦٦) .
٢ أحمد (٦/١١٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>