للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال صلى الله عليه وسلم:" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " ١ رواه البخاري، ومسلم، وفي رواية لمسلم: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " ٢. فتوزن الأقوال والأفعال بأقواله وأفعاله، فما وافق منها قبل، وما خالف رد على فاعله كائنا من كان؛ فإن شهادة أن محمدا رسول الله تتضمن تصديقه فيما أخبر به، وطاعته ومتابعته في كل ما أمر به.

وقد روى البخاري من حديث أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل: ومن يأبى، قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى " ٣. فتأمل رحمك الله ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بعده، والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين، وما عليه الأئمة المقتدى بهم، من أهل الحديث، والفقهاء، كأبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، رضي الله عنهم أجمعين، لكي تتبع آثارهم.

وأما مذهبنا: فمذهب الإمام أحمد بن حنبل، إمام أهل السنة، ولا ننكر على أهل المذاهب الأربعة إذا لم يخالف نص الكتاب والسنة، ولا إجماع الأمة، ولا قول جمهورها. والمقصود بيان ما نحن عليه من الدين، وأنه عبادة الله وحده لا شريك له فيها، بخلع جميع الشرك، ومتابعة الرسول فيها، نخلع جميع البدع، إلا بدعة لها أصل في الشرع، كجمع المصحف في كتاب واحد، وجمع عمر رضي الله عنه الصحابة


١ البخاري: الصلح (٢٦٩٧) , ومسلم: الأقضية (١٧١٨) , وأبو داود: السنة (٤٦٠٦) , وابن ماجه: المقدمة (١٤) , وأحمد (٦/٢٤٠ ,٦/٢٧٠) .
٢ مسلم: الأقضية (١٧١٨) , وأحمد (٦/١٤٦ ,٦/١٨٠ ,٦/٢٥٦) .
٣ البخاري: الاعتصام بالكتاب والسنة (٧٢٨٠) , وأحمد (٢/٣٦١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>