للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على التراويح جماعة، وجمع ابن مسعود أصحابه على القصص كل خميس، ونحو ذلك، فهذا حسن والله أعلم.

(هل الرسول أمر معاوية ويزيد أن يحاربا علي بن أبي طالب)

وسئل أيضا الشيخ عبد الله بن محمد، رحمه الله: هل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر معاوية، ويزيد، وبني أمية، وبني العباس أن يحاربوا علي بن أبي طالب، والحسن، والحسين عليهم السلام، ويقتلوهم، ويحبسوهم، ويلوا عليهم الخلافة وينقلوهم؟ ! وهل ذلك منهم طاعة لله ورسوله أو معصية؟! وهل ذلك يرضي الله أم يغضبه، ورسوله قال يوم غدير خم: " اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه " ١ الحديث، وقال: " أنا مدينة العلم، وعلي بابها "٢ و " علي مني بمنْزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي " ٣، وقال: " أهل بيتي كسفينة نوح "؟ ! فأجاب: هذا سؤال متعنت، لا مسترشد، وجوابنا في ذلك أن نقول: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سورة البقرة آية: ١٣٤] . وفصل القضاء في ذلك إلى الله تبارك وتعالى، ليس إلى أحد من خلقه، ونحن نعتقد أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أولى بالخلافة من معاوية، فضلا عن بني أمية، وبني العباس. والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، صح عن جدهما صلوات الله وسلامه عليه: " أنهما سيدا شباب أهل الجنة " ٤، وهم أولى من يزيد بالخلافة، وبني أمية، وبني العباس الذين تولوا الخلافة.


١ الترمذي: المناقب (٣٧١٣) , وأحمد (١/١١٨ ,٤/٣٦٨) .
٢ الترمذي: المناقب (٣٧٢٣) .
٣ البخاري: المناقب (٣٧٠٦) والمغازي (٤٤١٦) , ومسلم: فضائل الصحابة (٢٤٠٤) , والترمذي: المناقب (٣٧٣١) , وابن ماجه: المقدمة (١١٥) , وأحمد (١/١٧٣ ,١/١٧٤ ,١/١٧٥) .
٤ الترمذي: المناقب (٣٧٦٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>