للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في الحسن بن علي رضي الله عنهما، وهو إذ ذاك صغير: " إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " ١، فمدحه على فعله بالإصلاح بين المسلمين، وترك الخلافة لمعاوية. ومن العجب أن الرافضة، والزيدية، يزعمون عصمته من الخطأ والزلل، وهو الذي تركها بنفسه بلا إكراه ومعه وجوه الناس وشجعانهم أكثر من ثلاثين ألفا قد بايعوه على الموت، فترك الخلافة لمعاوية مع ذلك، حقنا لدماء المسلمين، ورغبة فيما أعد الله للمؤمنين، وزهدا في الدنيا الفانية، فأخبرونا: هل هو رضي الله عنه مصيب في ذلك، أم مخطئ؟ فإن قلتم: هو مخطئ، بطل قولكم بالعصمة، واستدلالكم بالآية الشريفة: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} ٢ الآية على العصمة، لأن الحسن من أهل الكساء، بالإجماع.

وإن قلتم: هو مصيب، فقد أصبتم، وكذلك نحن نقول: هو مصيب فيما فعله، وفعله أحب إلى الله ورسوله، من القتال على الملك، كما قال رضي الله عنه لبعض الشيعة، لما قالوا له: السلام عليك يا مذل المؤمنين،


١ البخاري: الصلح (٢٧٠٤) , والترمذي: المناقب (٣٧٧٣) , والنسائي: الجمعة (١٤١٠) , وأبو داود: السنة (٤٦٦٢) , وأحمد (٥/٣٧ ,٥/٤٤ ,٥/٤٩) .
٢ الآية, سيأتي الكلام عليها في الجزء العاشر, في تفسير آيات من القرآن, إن شاء الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>