للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الفرق تدعي أنها هي الناجية، وأنهم المتمسكون بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فصار في هذا تصديق لقوله صلى الله عليه وسلم: " ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة " ١.

وأما ما ذكرت من أن مذهب أهل البيت أقوى المذاهب، وأولاها بالاتباع، فليس لأهل البيت مذهبإلا اتباع الكتاب والسنة، كما صح عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قيل له: " هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء؟ فقال: لا، والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إلا فهم يؤتيه الله عبدا في كتابه، وما في هذه الصحيفة ... " الحديث ; وهو مخرج في الصحيحين.

وأهل البيت، رضي الله عنهم كذبت عليهم الرافضة، ونسبت إليهم ما لم يقولوه، فصارت الروافض ينتسبون إليهم، وأهل البيت براء منهم، فإياك أن تكون أنت وأصحابك منهم، فإن أصل دين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته عليهم السلام، هو توحيد الله بجميع أنواع العبادة، لا يدعى إلا هو، ولا ينذر إلا له، ولا يذبح إلا له، ولا يخاف خوف السر إلا منه، ولا يتوكل إلا عليه، كما دل على ذلك الكتاب العزيز. فقال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} [سورة الجن آية: ١٨] ، وقال تعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ


١ ابن ماجه: الفتن (٣٩٩٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>