للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأى رجلا يأتي إلى فرجة، كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدعو فنهاه عن ذلك، واحتج عليه بالحديث".

وأما قولك: إن المراد بقوله: " لا تتخذوا قبري عيدا " ١ تكرار الزيارة، المرة بعد المرة، والفينة بعد الفينة، وأن الزيارة لا تكون مثل العيد، مرتين فقط، بل تكون متتابعة، ومكررة، فلا يكون الاعتقاد منكم غير هذا.

فهذا دليل على جهلك بمذهب أهل البيت، وبما شرعه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فإن أهل البيت، فسروا الحديث، بأن المراد اعتياد إتيانه، والدعاء عنده، كما تقدم ذلك عن زين العابدين، علي بن الحسين رضي الله عنه، وهذا هو الذي استمر عليه عمل السلف، وأهل البيت، فإنهم كانوا إذا دخلوا مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم سلموا عليه، وعلى صاحبيه، ولم يقفوا عند النبي صلى الله عليه وسلم لأجل الدعاء هناك، ولم يتمسحوا به، بل إذا أراد أحدهم الدعاء هناك انصرف عن القبر، واستقبل القبلة، ودعا.

وأما قولك: وأوجب الصلاة عليه، وعلى آله في الصلاة.

فالذي عليه أكثر العلماء: أن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وعلى آله في الصلاة لا تجب، وأوجبها بعض العلماء مستدلا بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [سورة الأحزاب آية: ٥٦] ، وليس في الآية دليل على أن الصلاة عليه فرض، لا تصح الصلاة بدونها ; وأما الصلاة على آله فلم


١ أبو داود: المناسك (٢٠٤٢) , وأحمد (٢/٣٦٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>