للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البيت براء مما أنتم عليه ; فكيف يدّعي اتّباع أهل البيت من يدعو الموتى؟ ! ويستغيث بهم في قضاء حاجاته، وتفريج كرباته؟ ! والشرك ظاهر في بلدهم، فيبنون القباب على الأموات، ويدعونهم مع الله، والشرك بالله هو أصل دينهم، مع ما يتبع ذلك من ترك الفرائض، وفعل المحرمات، التي نهى الله عنها في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وسب أفاضل الصحابة: أبو بكر، وعمر، وغيرهما من الصحابة.

وأما قولك: إن أناسا من أصحابنا ينقمون عليكم في تعظيم النبي المختار صلى الله عليه وسلم!

فنقول: بل الله سبحانه افترض على الناس محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره، وأن يكون أحب إليهم من أنفسهم، وأولادهم، والناس أجمعين، لكن لم يأمرنا بالغلو فيه، وإطرائه، بل هو صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك فيما ثبت عنه في الصحيح أنه قال: " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله " ١، وفي الحديث الآخر أنه قال، وهو في السياق: " لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، يحذر ما صنعوا. قالت عائشة رضي الله عنها: ولولا ذلك لأبرز قبره، ولكن خشي أن يتخذ مسجدا " ٢. وفي الحديث الآخر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا تتخذوا قبري عيدا، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم " ٣، " وثبت عن علي بن الحسين: أنه


١ البخاري: أحاديث الأنبياء (٣٤٤٥) , وأحمد (١/٢٤ ,١/٤٧) .
٢ البخاري: اللباس (٥٨١٦) , ومسلم: المساجد ومواضع الصلاة (٥٣١) , والنسائي: المساجد (٧٠٣) , وأحمد (١/٢١٨ ,٦/٣٤ ,٦/١٢١) , والدارمي: الصلاة (١٤٠٣) .
٣ أبو داود: المناسك (٢٠٤٢) , وأحمد (٢/٣٦٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>